الجواب
رفع الأيدي في الدعاء سنة ومن أسباب الإجابة؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً» أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة وصححه الحاكم من حديث سلمان الفارسي.
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : «إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾[البقرة: 172] وقال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾[المؤمنون: 51] ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك» رواه مسلم.
لكن لا يشرع رفعهما في المواضع التي وجدت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يرفع فيها كأدبار الصلوات الخمس وبين السجدتين وقبل التسليم من الصلاة وحين خطبة الجمعة والعيدين؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يرفع في هذه المواضع وهو عليه الصلاة والسلام الأسوة الحسنة فيما يأتي ويذر لكن إذا استسقى في خطبة الجمعة أو خطبة العيدين شرع له رفع اليدين كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - . أما الصلاة النافلة فلا أعلم مانعاً من رفع اليدين بعدها في الدعاء عملا بعموم الأدلة، لكن الأفضل عدم المواظبة على ذلك؛ لأن ذلك لم يثبت فعله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو فعله بعد كل نافلة لنقل ذلك عنه؛ لأن الصحابة - رضي الله عنهم - قد نقلوا أقواله وأفعاله في سفره وإقامته وسائر أحواله - صلى الله عليه وسلم - و- رضي الله عنهم - جميعاً. أما الحديث المشهور أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الصلاة تضرع وتخشع وأن تقنع أي ترفع يديك تقول يا رب يا رب فهو حديث ضعيف، كما أوضح ذلك الحافظ بن رجب وغيره والله ولي التوفيق.