هذا العمل ليس له أصل في الشرع بل هو بدعة، كونه يقوم الإنسان ويقول: أيها الناس، يتلو الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إذا قلت لصاحبك: أنصت، يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت، ومن مس الحصى فقد لغا»، هذا ليس له أصل، وما كان يفعله المسلمون في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عهد خلفائه الراشدين، بل هو من البدع، بل إذا أذن المؤذن يوم الجمعة قام الخطيب وخطب الناس، وليس هناك من ينبه الناس ويقول لهم: أنصتوا، لا بتلاوة الحديث ولا بغير ذلك، فهذا من المحدثات التي ليس لها أصل، والواجب على من أحدثها أن يدعها وأن يتوب إلى الله من ذلك، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «من أحدث في أمرنا -يعني في ديننا- ما ليس منه فهو رد»، يعني فهو مردود، وكان عليه الصلاة والسلام في خطبة الجمعة يقول: «أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة»، خرَّجه مسلم في صحيحه.
فالواجب على أهل الإسلام التمسك بالسنة في كل شيء والسير عليها والتواصي بها، والحذر من البدع التي أحدثها الناس، ومن ذلك ما ذكرته أنه يفعل عندكم قبل الخطبة؛ بأن يقوم إنسان يتلو الحديث المعروف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : «إذا قلت لصاحبك: أنصت، يوم الجمعة فقد لغوت»، ثم يكرر يقول: أنصتوا، أنصتوا، كل هذا لا أصل له كما سمعت، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق لما فيه اتباع السنة.
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟