الأحد 05 ذو القعدة 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم تأخير الصلاة عن وقتها عند الشعور بالتعب الشديد

الجواب
المشروع للمؤمن أن يأتي الصلاة بقلب حاضر خاشع، وأن يقبل عليها حتى يؤديها في غاية العناية، والإقبال عليها والإخلاص لله والخشوع فيها، كما قال الله سبحانه: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾[ المؤمنون: 1-2]، وفي الحديث الصحيح يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته، قيل: يا رسول الله، كيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها», فالواجب على المؤمن والمؤمنة العناية بالصلاة، وأن يكملها ويتم ركوعها وسجودها، لكن إذا كان في أول الوقت عنده تعب فإنه لا بأس أن يستريح، بل الأفضل له أن يستريح ولو صلاها في أثناء الوقت؛ لأنه إذا صلاها في أثناء الوقت، ولو في آخره مع الراحة والطمأنينة والخشوع كان أفضل من صلاتها في غير خشوع ولا طمأنينة، لكن لا يؤجلها إلى خروج الوقت، لا بد أن تفعل في الوقت، فالتأخير إلى نصف الوقت، ثلث الوقت للحاجة الشرعية من التعب أو شدة المرض ونحو هذا؛ لا بأس بذلك -والحمد لله-، لكن يعتني في إكمالها وإتمامها والطمأنينة فيها, في أي وقت فعلها لا بد من الطمأنينة؛ لأن الطمأنينة ركن فيها لا بد منه، أما كمال الخشوع كمال العناية فهذا أفضل، ولكن الطمأنينة أن يركع مطمئنا، ويسجد مطمئنا، ويجلس بين السجدتين مطمئنا، يعتدل بعد الركوع مطمئنا، هذا لا بد منه، كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- المسيء في صلاته أن يعيد ما أخل فيه بهذه الطمأنينة، وسمى النبي -صلى الله عليه وسلم- من أخل بهذا سارقا، قال: «أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته، قيل: يا رسول الله، كيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها».
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(8/ 37- 39)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟