الخميس 02 ذو القعدة 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم المشي في البيت حافيا مع وجود شك في نجاسة الفرش

الجواب
لا يؤثر ذلك شيئاً أي أن مشي الأطفال على الأرض والفرش لا يستلزم نجاستها؛ لأن الشك لا يزول به اليقين واليقين هو: أن هذه الأرض أو هذا الفرش طاهرة، فإذا شك الإنسان هل أصابتها نجاسة أم لم تصبها، فإنها لا تكون نجسة بل هي طاهرة حكماً ولا ينبغي للإنسان أن يوقع الشك في نفسه في مثل هذه الأمور؛ لأنه إذا أوقع الشك في نفسه فربما يتطور هذا الشك حتى يكون وسواساً يعجز عن التخلص منه وقد ذُكر أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مر على صاحب حوض وأصابه هو وصاحب له من هذا الحوض، فطلب صاحبه من صاحب الحوض أن يبين له هل هو نجس أم طاهر؟ فقال له عمر: (يا صاحب الحوض لا تخبرنا) هذا الأثر أو معناه.
وهذا يدل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يتنطع فيما الأصل فيه الإباحة أو الأصل فيه الطهارة، بل يبقى على الأصل حتى يزول هذا الأصل بيقين ويشهد لهذا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن الرَّجل يحس بالشيء في بطنه، فيشكل عليه هل خرج منه شيء أم لا؟ فقال -عليه الصلاة والسلام-: «لا يخرج -يعني من المسجد- حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحا»، وهذه إشارة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى البناء على الأصل وهو الطهارة.
وعلى هذا، فإذا كان عند الحمام نعال دخل بها ثم توضأ وخرج ثم خلعها ثم مشى في بيته، فإنه لا بأس عليه في ذلك ولا تنجس قدماه بوطئها على الأرض التي يطأها ويحس بها ويطأ عليها الصبيان.
وبهذه المناسبة أقول: إنه لما كانت البيوت في غالبها اليوم مفروش بفرش يصعب حملها وغسلها، فإنه إذا وقعت نجاسة على هذه الفرش، فإنها تجفف أولاً بالإسفنج؛ بحيث يُضغط على الإسفنج فوق المحل حتى تتسرب النجاسة، ثم يعصر في محل آخر في إناء أو غيره، ثم إذا نشف يصب عليه الماء ثلاثة مرات كلما صب عليه الماء، فرك باليد، ثم ينشف وبهذا يكون طاهراً.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟