الجواب
الحسد تمني زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود وقد أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة من شر الحاسد إذا حسد، فقال تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 1- 5].
ومعنى إذا حسد: إذا أظهر ما في نفسه من الحسد وعمل. بمقتضاه، وحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود.
والحسد على درجات:
الأولى: أن يحب الإنسان زوال النعمة عن أخيه المسلم، وإن كانت لا تنتقل إليه، بل يكره إنعام الله على غيره ويتألم به.
الثانية: أن يحب زوال النعمة عن غيره لرغبته فيها ؛ رجاء انتقالها إليه.
الثالثة: أن يتمنى لنفسه مثل تلك النعمة، من غير أن يحب زوالها عن غيره، وهذه الدرجة جائزة وليست من الحسد في شيء، بل هي غبطة.
والحاسد يضر نفسه من ثلاثة وجوه:
أحدها: اكتساب الذنوب؛ لأن الحسد حرام.
الثاني: سوء الأدب مع الله تعالى، فإن حقيقة الحسد كراهية إنعام الله على عبده، واعتراض على الله في فعله.
الثالث: تألم قلبه من كثرة همه وغمه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.