الأحد 02 جمادى الأولى 1446 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

التزام عدد ركعات لقيام الليل جماعة

السؤال
اعتدنا أنا وبعض زملائي في هذه المدينة (لاهو) أن نصلي أسبوعيًا قيام ليل وهي عبارة عن أربع ركعات، وأربع ركعات شفعات، وثلاثة ركعات وترًا، نصليها جماعة في كل أسبوع، وفي كل أسبوع يؤم أحدنا، حتى قبل أسبوع دعوت إمام مسجدنا - وبالطبع هو باكستاني - أن يحضر تلك المرة معنا ويقوم الليل معنا - وبالطبع يكون هو الإمام - فأجابني بقول: إن هذا عمل منكر وهذه بدعة وهي مكروهة كراهة تحريم؛ لأنها نافلة والأصل فيها الانفراد وليس الجماعة، فلم أستطع الرد عليه، لكنني قلت له: ربما هذه في مذهبك - أي المذهب الحنفي - وقد يكون هناك خلاف بين الثلاث مذاهب الأخرى ؟ فقال لي: لا؛ المذاهب الأربعة كلها متفقة على أن الأصل فيها الانفراد ولا تصلى جماعة.
فنرجو منكم أن تفتونا: هل يجب أن نصليها جماعة إطلاقًا مهما كان العذر ؟ أو أنه ليس هناك شيء في الأمر إذا صليناها جماعة بنية التربية والتدريب والتعود على أن نصرف ذلك الوقت في طاعة الله، وهل هي بدعة منكرة كما قال الشيخ الباكستاني ؟ نرجو منكم تفصيل ذلك ؟ وما تلك التي قرأناها عن بعض الصحابة كابن عباس عندما كان يأتي ويصلي خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - في الليل ؟
الجواب
ما قال هذا الإمام هو الصحيح وهو الصواب، وأن ما فعلتموه بدعة؛ لأن التزام عدد معين من صلاة الليل بدعة؛ لأنه لم يرد تحديد في هذا، بل يصلي المسلم ما تيسر له بدون تقيد بعدد محدد.
وأيضاً التزام الجماعة لها بدعة أخرى؛ لأن التزام الجماعة للنافلة لم يرد به دليل، وإنما تشرع الجماعة في النافلة في أشياء مخصوصة مثل صلاة الكسوف، ومثل صلاة التراويح، وأما ما عدا ذلك، فإن النافلة لا تصلى جماعة، بصفة مستمرة، وإنما تصلى فرادى كلٌّ يصلي لنفسه، وصلاتها في البيت أفضل.
أما صلاتها جماعة بغير صفة مستمرة، فلا مانع من ذلك وهو الذي يحمل عليه حديث ابن عباس الذي ذكرته حينما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل، فقام ابن عباس وصلى معه، وأقره النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، وحينما صلى حذيفة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من آخر الليل، فصلاتها جماعة بدون التزام وبدون اعتياد ذلك لا حرج فيه.
أما ما ذكرت من أنك أنت وزملاؤك التزمتم أن تصلوا في ليالي معينة عدداً من الركعات جماعة، فهذا كله من البدع التي ليس لها أصل في الشرع، وما ذكره لكم هذا الإمام هو عين الصواب فعليكم أن تتركوا هذا الاعتياد، وأن يصلي كل منكم من الليل ما تيسر ويختم ذلك بالوتر.
وكون ذلك في البيوت أفضل منه في المساجد؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «فإن خير صلاة المرء في بيته إلا صلاة المكتوبة» رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث زيد من ثابت - رضي الله عنه - ، وللحديث قصة.
المصدر:
المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان(2/179)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟