الجمعة 10 ذو القعدة 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

التزام بعض الأدعية لكل شوط وحكم ترديد الأدعية وراء المطوف بصوت مرتفع

الجواب
ليس هناك دعاء معين لكل شوط، بل تخصيص كل شوط بدعاء معين من البدع؛ لأن ذلك لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وغاية ما ورد التكبير عند استلامِ الحجر الأسود وقول: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار» بين الركن اليماني والحجر الأسود، وأما الباقي فهو ذكر مطلق وقرآن ودعاء لا يخصص به شوط دون آخر.
وأما الدعاء من شخص يتبعه فيه نفر خلفه، أو عن يمينه، أو عن شماله فلا أصل له أيضاً من عمل الصحابة - رضي الله عنهم - .
وأما رفع الصوت به فإن كان فيه تشويش على الطائفين وإزعاج لهم فيكون منهياً عنه، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه وقد سمعهم يقرأون جهراً وهم يصلون في المسجد فقال - عليه الصلاة والسلام -: «لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن» أو قال: «في القراءة» فهكذا نقول لهؤلاء الطائفين لا تجهروا على الناس فتؤذوهم، ولكن كل يدعو بما يحب، ولهذا لو أن هؤلاء المطوفين وجِّهوا إلى أن يقولوا للناس: طوفوا فكبروا عند الحجر الأسود وقولوا: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار» وادعوا بما شئتم في بقية الطواف، واذكروا الله، واقرأوا القرآن وصاروا يتابعونهم على هذا، لكان هذا أحسن، وأفيد للناس، لأن كل إنسان يدعو ربه بما يحتاج إليه، وهو يعرف المعنى الذي يتكلم به بخلاف ما يفعله المطوفون الآن بالدعاء الذي لا يعرفه الداعي خلفه، فلو سألت هذا الداعي خلف المطوّف ما معنى ما يقول ؟ لم يفدك - في الغالب - فكون الناس يدعون ربهم دعاء يعرفون معناه ويستفيدون منه خير من هذا.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(22/336-337)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟