الجواب
سجدة الشكر مشروعة لما يسر، من جلب نفع ودفع ضر، وقد دلت على ذلك الأحاديث والآثار، فمن الأحاديث حديث أبي بكرة -رضي الله عنه-: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أتاه أمر يسره وبشر به خر ساجدا شكرا لله تعالى» رواه الخمسة إلا النسائي قال الترمذي: حسن غريب، ولفظ أحمد: «أنه شهد النبي -صلى الله عليه وسلم- أتاه بشير يبشره بظفر جند له على عدوهم ورأسه في حجر عائشة، فقام فخر ساجدا».
ومنها: حديث عبد الرحمن بن عوف قال: «خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فتوجه نحو صدقته فدخل واستقبل القبلة فخر ساجدا فأطال السجود ثم رفع رأسه وقال: إن جبريل أتاني فبشرني، فقال: إن الله -عز وجل- يقول لك: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه، فسجدت لله شكرًا» رواه أحمد قال المنذري: وقد جاء حديث سجدة الشكر من حديث البراء بإسناد صحيح ومن حديث كعب بن مالك وغير ذلك. انتهى.
وأما الآثار فمنها: أن أبا بكر -رضي الله عنه- سجد حين جاءه خبر قتل مسيلمة رواه سعيد بن منصور في سننه، وسجد علي -رضي الله عنه- حين وجد ذا الثدية في الخوارج رواه أحمد في المسند وسجد كعب بن مالك في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- لما بشر بتوبة الله عليه وقصته متفق عليها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.