الجمعة 25 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

أوقات الصلوات الخمس

الجواب
وأجابت اللجنة بما يلي: أوقات الصلوات الخمس معروفة من دين الإسلام بالضرورة تناقلها خلف هذه الأمة عن سلفها ممن تلقوها عن صاحب الرسالة العظمى صلوات الله وسلامه عليه. فقد أجمع المسلمون على أن الصلوات الخمس مؤقتة بمواقيت معلومة محددة، وورد في بيانها أحاديث صحاح أبانت مجموعها أن وقت الظهر من زوال الشمس إلى أن يصير ظل الشيء مثله بعد الفيء الذي زالت عليه الشمس.
ووقت العصر حين يصير ظل الشيء مثله بعد فيء الزوال إلى أن يصير مثليه وهذا هو وقت الاختيار لها، ووقت الاضطرار من بدء اصفرار الشمس إلى أن يبقى ما يكفي لأداء ركعة قبل غروب الشمس، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من أدرك ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر». ووقت المغرب من غروب الشمس إلى أن يغيب الشفق الأحمر، ووقت العشاء من غيبوبة الشفق الأحمر إلى نصف الليل، وهذا وقت الاختيار لها، ووقت الاضطرار من نصف الليل إلى طلوع الفجر. ووقت الفجر من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس. ومن الأحاديث الواردة في ذلك:
1 - ما جاء في الصحيحين أن عمر بن عبد العزيز أخر العصر شيئًا فقال له عروة بن الزبير: أما إن جبريل قد نزل فصلى إمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له عمر: اعلم ما تقول يا عروة، فقال: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول سمعت أبا مسعود يقول سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «نزل جبريل فأمني فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه. يحسب بأصابعه خمس صلوات» لفظ مسلم.
2 - حديث تفاصيل إمامة جبريل - عليه السلام - للنبي - صلى الله عليه وسلم - رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم ولفظ النسائي: عن جابر بن عبد الله «أن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمه مواقيت الصلاة فتقدم جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفه والناس خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى الظهر حين زالت الشمس، وأتاه حين كان الظل مثل شخصه، فصنع كما صنع فتقدم جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفه والناس خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى العصر، ثم أتاه حين وجبت الشمس فتقدم جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفه والناس خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى المغرب، ثم أتاه حين غاب الشفق فتقدم جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفه والناس خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى العشاء، ثم أتاه حين انشق الفجر فتقدم جبريل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفه والناس خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى الغداة، ثم أتاه اليوم الثاني حين كان ظل الرجل مثل شخصه فصنع مثلما صنع بالأمس فصلى الظهر، ثم أتاه حين كان ظل الرجل مثل شخصيه فصنع كما صنع بالأمس فصلى العصر، ثم أتاه حين وجبت الشمس فصنع كما صنع بالأمس فصلى المغرب فنمنا ثم قمنا ثم نمنا ثم قمنا، فأتاه فصنع كما صنع بالأمس فصلى العشاء، ثم أتاه حين امتد الفجر وأصبح والنجوم بادية مشتبكة فصنع كما صنع بالأمس فصلى الغداة ثم قال: ما بين هاتين الصلاتين وقت».
3 - روى مسلم - رحمه الله - عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس».
4 - روى البخاري ومسلم - رحمهما الله - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر».
وهذه المواقيت المبينة عامة لجميع أقطار الأرض، ولكل بلد حكمها حسب زوال الشمس بها وغروبها بها وطلوع فجرها سواء تقارب ما بين أوقاتها المبينة أو تباعد بشكل دائم أو في بعض الأوقات.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(6/114- 118)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟