الجواب
إذا أكل الإنسان لحماً وشك هل هو لحم إبل أو لحم غيره، فإنه لا يلزمه أن يسأل ولكن إذا علم ولو فيما بعد، فعليه أن يعيد الصلاة وبهذا السؤال نعرف أن السائل يعرف الفرق بين لحم الإبل ولحم غيرها، فإن لحم الإبل ينقض الوضوء؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : «توضؤوا من لحوم الإبل»، ولأنه سئل أنتوضأ من لحوم الغنم، قال: «إن شئت» قالوا: أنتوضأ من لحوم الإبل قال: «نعم»، فجعل الوضوء من لحم الغنم عائداً إلى مشيئة العبد وجزم بالوضوء من لحم الإبل، فدل على أن لحم الإبل يجب الوضوء منه وأنه لا يعود إلى مشيئة العبد ولحم الإبل يشمل جميع أجزاء البعير كالكبد والكرش والأمعاء والقلب وغير ذلك؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يخصص منها شيئاً، فدل هذا على العموم ومما يدل على أن اللحم إذا أضيف إلى الحيوان، فهو شامل لجميع أجزائه قول الله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّم وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ﴾[المائدة: 3] ومن المعلوم أن لحم الخنزير يشمل الأمعاء والكرش والقلب والكبد وغير ذلك. أما لحم غير الإبل، فإنه لا ينقض الوضوء، لكن ذكر كثير من أهل العلم أنه يستحب الوضوء مما مست النار؛ لأن الوضوء مما مست النار كان مأموراً به، لكنه ليس على سبيل الوجوب