الجمعة 18 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم قولهم: (مَن مثلك الأعلى)

الجواب
المعنى يختلف فيما أشرت إليه فإذا أريد بيان من هو الأحق بالوصف الأعلى؛ فالجواب هو الله وحده؛ لأنه سبحانه هو الذي له المثل الأعلى في كل شيء, ومعناه الوصف الأعلى، وهو سبحانه الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله؛ لا شبيه له ولا كفو له ولا ند له، وهذا المعنى هو المراد في الآيتين الكريمتين المذكورتين في سؤالك، وقد قال الله -عزّ وجلّ-: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾[الإخلاص: 1-4]. وقال سبحانه: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾[الشورى: 11].
أما إن أريد من هو المثل الأعلى في المنهج والسيرة؟ فإنه يفسر بالرسول -صلى الله عليه وسلم- فإنه أكمل الناس هديا وسيرة وقولًا وعملًا, وهو المثل الأعلى للمؤمنين في سيرتهم وأعمالهم وجهادهم وصبرهم وغير ذلك من الأخلاق الفاضلة كما قال الله سبحانه: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾[الأحزاب: 21] وقال -عزّ وجلّ- في وصف نبيه -صلى الله عليه وسلم-: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾[القلم: 4].
قالت عائشة -رضي الله عنها-: (كان خلقه القرآن)، والمعنى أنه كان عليه الصلاة والسلام يعمل بأوامر القرآن وينتهي عن نواهيه ويتخلق بالأخلاق التي أثنى القرآن على أهلها ويبتعد عن الأخلاق التي ذم القرآن أهلها. والله ولي التوفيق.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(4/425-426)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟