السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

حكم تأخير دفن الميت ليوم أو يومين مع كشف وجهه..

الجواب
أولا: من السنة أن الإنسان إذا توفي غطي جسمه كله، وجهه وغيره، لما ثبت عن عائشة - رضي الله عنها-، «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حين توفي سجي ببرد حبرة»، رواه أحمد والبخاري ومسلم، والتسجية: التغطية، وهذا أمر معروف بين الصحابة - رضي الله عنهم-، وهو استناد لما كان عليه العمل في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم-، قال النووي في شرح مسلم: (إن تسجية الميت مجمع عليها، والحكمة في ذلك صيانة الميت عن الانكشاف، وستر صورته المتغيرة عن الأعين، وتكون التسجية بعد نزع ثيابه التي توفي فيها، لئلا يتغير بدنه بسببها).أهـ.
ومن هذا يتبين أن ما ذكر في السؤال من ترك وجه الميت مكشوفا يوما أو أياما يستعرضه الناس، وينظرون إليه مخالف لسنة الإسلام، وما أجمع عليه المسلمون. أما إن أحب أهله أن يكشفوا وجهه، ويروه دون تأخير تجهيزه ودفنه فلا بأس؛ لما ثبت «عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما-، أنه قال: لما قتل أبي جعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي، والنبي- صلى الله عليه وسلم- لا ينهاني»، «وقالت عائشة - رضي الله عنها-: رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقبل عثمان بن مظعون وهو ميت، حتى رأيت الدموع تسيل» وقالت: «أقبل أبو بكر فتيمم النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو مسجى ببرد حبرة فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه، فقبله ثم بكى، فقال: بأبي أنت يا نبي الله، لا يجمع الله عليك موتتين»
ثانيا: من السنة أيضا المسارعة إلى تجهيز الميت إذا تيقن موته؛ لأنه أحفظ له من أن يتغير وتعافه النفوس، روى أبو داود أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «إني لأرى طلحة بن البراء قد حدث فيه الموت، فآذنوني به، وعجلوا فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله» وروى الطبراني بإسناد حسن عن ابن عمر - رضي الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا مات أحدكم فلا تحبسوه، وأسرعوا به إلى قبره» وثبت عن أبي هريرة - رضي الله عنه-، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم» رواه أحمد والبخاري ومسلم وأصحاب السنن، وفيه تنبيه على الإسراع بتجهيزه أيضا ليعجل به إلى الخير، أو ليستراح منه. ويجوز أن ينتظر به حتى يجتمع من يصلي عليه ويشيعه ويدعو له بالمغفرة والرحمة إذا لم يطل ذلك، ومن هذا يعلم أن ما ذكر في السؤال من تأخير الميت يوما أو أياما بلا ضرورة مخالف لسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وعلى ذلك ينبغي النصح لهؤلاء الذين يؤخرون تجهيز الميت ودفنه، ويكشفون وجهه ليستعرضوه وينظروا إليه، وإرشادهم إلى هديه- صلى الله عليه وسلم- في موتى المسلمين عسى الله أن يهديهم إلى سواء السبيل.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (8/427- 430)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟