الثلاثاء 29 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم إطلاق لفظ: (ربُّ البيت أو ربُّ المنزل)

الجواب
قولهم: رب البيت ونحوه ينقسم أقساماً أربعة:
القسم الأول: أن تكون الإضافة إلى ضمير المخاطب في معنى لا يليق بالله -عزّ وجلّ- مثل أن يقول: (أطعم ربك) فهذا منهي عنه لوجهين:
الوجه ال أول: من جهة الصيغة؛ لأنه يوهم معنى فاسداً بالنسبة لكلمة: رب، لأن الرب من أسمائه – سبحانه-، وهو سبحانه يُطعِم ولا يُطعَم. وإن كان لا شك أن الرب هنا غير الرب الذي يُطعِم ولا يُطعَم.
الوجه الثاني: من جهة أنك تشعر العبد أو الأمة بالذل؛ لأنه إذا كان السيد رباً كان العبد مربوباً والأمة مربوبه.
وأما إذا كان في معنى يليق بالله تعالى مثل: (أطلع ربك) كان النهي عنه من أجل الوجه الثاني.
القسم الثاني: أن تكون الإضافة إلى ضمير الغائب مثل: (ربه، وربها)، فإن كان في معنى لا يليق بالله كان من الأدب اجتنابه، مثل: (أطعم العبد ربه) أو (أطعمت الأمة ربها)؛ لئلا يتبادر منه إلى الذهن معنى لا يليق بالله.
وإن كان في معنى يليق بالله مثل: (أطاع العبد ربه وأطاعت الأمة ربها) فلا بأس بذلك لانتفاء المحذور.
ودليل ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-، في حديث اللقطة في ضالة الإبل وهو حديث متفق عليه : «حتى يجدها ربها».
وقال بعض أهل العلم: إن حديث اللقطة في بهيمة لا تتعبد ولا تتذلل كالإنسان، والصحيح عدم الفارق؛ لأن البهيمة تعبد الله عبادة خاصة بها. قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ﴾[الحج: 18] وقال في العباد: ﴿وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ﴾ ليس جميعهم ﴿وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ﴾.
القسم الثالث: أن تكون الإضافة على ضمير المتكلم، فقد يقول قائل بالجواز؛ لقوله تعالى حكاية عن يوسف: ﴿إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾[يوسف: 34] أي سيدي، وإن المحذور هو الذي يقتضي الإذلال وهذا منتف؛ لأن هذا من العبد لسيده.
القسم الرابع: أن يضاف إلى الاسم الظاهر فيقال: (هذا رب الغلام) فظاهر الحديث الجواز وهو كذلك ما لم يوجد محذور فيمنع كما لو ظن السامع أن السيد رب حقيقي خالق لمملوكه.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(3/103-104)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟