الجواب
إذا ثبت أن ما يؤخذ منكم لم يكن بفعل أحد من الآدميين لا سكان البيت ولا غيرهم فهو والله أعلم من عمل شياطين الجن؛ لأن مثل هذا يقع منهم كثيرا بإذن الله - وقد ورد في القرآن والسنة ما يدل عليه، قال تعالى عن نبيه سليمان -عليه الصلاة والسلام-:
﴿قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ﴾[النمل: 38-39] وثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «وكلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: دعني فإني محتاج، وعلي عيال، وبي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (يا أبا هريرة: ما فعل أسيرك البارحة؟) قال: قلت: يا رسول الله: شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله، قال: (أما إنه قد كذبك وسيعود، فعرفت أنه سيعود، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنه سيعود، فرصدته فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: دعني فإني محتاج، وعلي عيال لا أعود، فرحمته وخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا هريرة: ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت: يا رسول الله: شكا حاجة وعيالا فرحمته، فخليت سبيله، قال: أما إنه قد كذبك وسيعود، فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا آخر ثلاث مرات، إنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود، فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: وما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: أما إنه صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قلت: لا، قال: ذاك شيطان» كذا رواه البخاري معلقا بصيغة الجزم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.