الأربعاء 16 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

يزعم أنه دفن يوم الأربعاء...وأخرج من قبره يوم الجمعة وما رآه من العجائب والغرائب في قبره

الجواب
ونظرًا إلى كون هذه الحكاية قد تروج على بعض الناس ويظن صحتها رأيت التنبيه على بطلانها وأنها خرافة لا تروج على عاقل بل هي كذب بحت زورها من سمى نفسه محمد المصري أو غيره لأغراض خسيسة حملته على ذلك، ومن المعلوم أن من يسمع كلام أهله وكلام الطبيب وكلام المشيعين لجنازته لا تخفى حياته لا على الطبيب ولا على غيره ممن ينظر إليه ويقلبه، ثم كيف يكون مغمى عليه وهو يعي ويحفظ كل ما دار حوله، ومن المعلوم أيضا أن سنة الله في عباده أن من جعل في محل مكتوم ضيق لا يعيش مثل هذه المدة، ثم من المعلوم شرعا أن ملكي القبر لا يأتيان إلى الحي إذا وضع في القبر وإنما يأتيان إلى الميت والله سبحانه يعلم الأحياء والأموات وهو الذي يرسل الملكين إلى الميت لسؤاله.
ثم هذا الرجل الكذاب وصف الملكين بما يدل على أنهما رجلان لا ملكان، ثم الملكان لا يخبران الميت لا بحسناته ولا بسيئاته، وإنما يسألانه عن ربه ودينه ونبيه، فإن أجاب جوابا صحيحا فاز بالنعيم وإن أجاب بالشك عذب، ثم ما ذكره بعد ذلك من المناظر الغريبة إنما قصد بذلك ترويج باطله وإيهام الناس أنه من الناجين حتى يعطفوا عليه ويساعدوه بما يطلب منهم أو يعطفوا عليه بدون طلب، وقد يكون من قصده الشهرة بين الناس حتى يطلب في كل مكان ليسأل عما رأى ويحصل له بعض ما يريد.
ومن جهله قوله: (وتشاء الصدف أن كان أهلي قد جاءوا لزيارة قبري)، ومثل هذا الكلام لا يجوز والصواب أن يقال (ويشاء الله)؛ لأن الصدف لا مشيئة لها.
والخلاصة أن هذه الحكاية موضوعة مكذوبة لا أساس لها من الصحة كما يتضح ذلك من سياقها وواقعها ولا ينبغي لصحفنا ولا للصحف التي تحترم نفسها أن تنشر مثل هذه الخرافات، ونسأل الله أن يطهر صحفنا وصحف المسلمين من كل باطل، وأن يكبت الخداعين والماكرين ويفضحهم ويكفي المسلمين شرهم، وأن يوفق جميع المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، أنه سبحانه خير مسئول، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(4/140-141)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟