الخميس 17 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

هل يشرع فجر يوم الجمعة قراءة سورة فيها سجدة ؟

الجواب
يوم الجمعة ليس فيه سجدة؛ بمعنى أنه ليس المشروع أن يقرأ الإنسان سورة فيها سجدة، والمراد صلاة الفجر يوم الجمعة، إنما المشروع أن يقرأ الإنسان في صلاة فجر يوم الجمعة سورة (الم تنزيل) السجدة ، وهي التي بين سورة لقمان وسورة الأحزاب، يقرأها كلها في الركعة الأولى، وإذا وصل إلى موضع السجدة كبر وسجد وقال: سبحان ربي الأعلى. وما ورد فيها من ذكر، ثم قام مكبراً ليكمل بقية الركعة، ويقرأ في الركعة الثانية ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً﴾ [الإنسان: 1] وهي السورة التي بين سورة القيامة وسورة المرسلات. يقرأ هاتين السورتين كاملتين، كل سورة في ركعة. هذا هو المشروع، وليس من أجل السجدة التي في سورة السجدة، ولكن من أجل أن هاتين السورتين تضمنتا المبدأ والمعاد؛ مبدأ الخلق، ومعاد الناس وجزاءهم وصوابهم، ويوم الجمعة هو المبدأ والمنتهى؛ إذ فيه خُلق آدم، وفيه أُخرج من الجنة، وفيه تقوم الساعة؛ لهذا كان من المناسب جداً أن يقرأ في فجره هاتين السورتين. وليعلم أن بعض الأئمة يفرطون في هذا، فتجد بعضهم يقرأ (الم تنزيل) السجدة في الركعتين جميعاً، وبعضهم يقرأ (هل أتاك) في الركعتين جميعاً، وهذا خلاف السنة. فنقول: إما أن تقرأ كل سورة في ركعة، أو تقرأ من غيرهما. كما أن بعض الأئمة يقرأ في فجر يوم الجمعة أول سورة الكهف، فيظن أنها مشروعة، وبعضهم يقرأ في فجر الجمعة سورة الجمعة والمنافقين. وكل هذا من الجهل؛ لأن سورة الجمعة والمنافقين إنما تقرآن في يوم الجمعة في صلاة الجمعة لا في صلاة فجر الجمعة، ولهذا ينبغي للأئمة أن يتعلموا صفة الصلاة وأحكام الصلاة حتى يكونوا مصلين بالمسلمين عن بصيرة.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟