الجواب
أولا: المقصود بالصيام الوارد في الحديث المذكور هو: الصيام الشرعي، وهو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس.
ثانيًا: ثبت عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصوم في شعبان، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «لم يكن النبي-صلى الله عليه وسلم- يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصومه كله» ، وفي لفظ: «ما كان يصوم في شهر ما كان يصوم في شعبان، كان يصومه إلا قليلا، بل كان يصومه كله» متفق عليه.
ثالثًا: لم يثبت فيما نعلم عن النبي-صلى الله عليه وسلم- حديث صحيح في خصوص صيام النبي-صلى الله عليه وسلم- عشر ذي الحجة، ولكن صيامها مرغب فيه لدخوله في عموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر» رواه البخاري وأهل السنن، وأما يوم عرفة بخصوصه فقد ثبت في فضله ما جاء عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صوم يوم عرفة يكفر سنتين: ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية» رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي.
رابعًا: وأما صيام المحرم فقد سئل عليه الصلاة والسلام: «أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ فقال: شهر الله المحرم» رواه الجماعة إلا البخاري.
ومن المحرم صيام عاشوراء وقد ثبت في فضله ما ذكرناه آنفا من حديث أبي قتادة.
خامسًا: لم يثبت في الترغيب في صيام رجب حديث صحيح، وعليه فلا يشرع تخصيصه بصيام.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.