السبت 11 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 4 أيام
0
المشاهدات 7261
الخط

هل لزيارة القبور وقت محدد وأين يقف الزائر القبر؟ وماذا يقول في دعائه؟

السؤال:

سئل فضيلة الشيخ -رحمه الله تعالى-: زيارة المقابر هل تختصُّ بيوم معين كالعيدين والجمعة أو في وقت معين من اليوم أم إنها عامة؟ وماذا يجاب عما ذكر ابن القيم - رحمه الله- في كتاب "الروح" من أنها تزار في يوم الجمعة؟ وهل يعلم الميت بزيارة الحي له؟ ثم أين يقف الزائر من القبر؟ وهل يشترط أن يكون عنده أم يجوز ولو كان بعيداً عنه؟

الجواب:

زيارة المقابر سنة في حق الرجال، لأنها ثبتت بقول النبي- صلى الله عليه وسلم- وفعله، فقال قال - عليه الصلاة والسلام-: «زوروا القبور فإنها تذكر بالموت»، وثبت عنه- صلى الله عليه وسلم- أنه كان يزورها، ولا تتقيد الزيارة بيوم معين، بل تستحب ليلاً ونهاراً في كل أيام الأسبوع، ولقد ثبت في الصحيح أن النبي- صلى الله عليه وسلم- خرج إلى البقيع ليلاً فزارهم وسلم عليهم، والزيارة مسنونة في حق الرجال، أما النساء فلا يجوز لهن الخروج من بيوتهن لزيارة المقبرة، ولكن إذا مررن بها ووقفن وسلمن على الأموات بالسلام الوارد عن النبي- صلى الله عليه وسلم- فإن هذا لا بأس به؛ لأن هذا ليس مقصوداً، وعليه يُحمل ما ورد في صحيح مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها- وبه يجمع بين هذا الحديث الذي في صحيح مسلم، والحديث الذي في السنن أن الرسول - عليه الصلاة والسلام- «لعن زائرات القبور». وأما تخصيص الزيارة يوم الجمعة وأيام الأعياد فلا أصل له وليس في السنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ما يدل على ذلك. وأما هل يعرف من يزوره فقد جاء في حديث أخرجه أهل السنن وصححه ابن عبد البر، وأقره ابن القيم في كتاب الروح «أن من سلَّم على ميت وهو يعرفه في الدنيا رد الله عليه روحه فرد - عليه السلام-». وأما أين يقف الزائر فنقول: يقف عند رأس الميت مستقبلاً إياه فيقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، ويدعو له بما شاء ثم ينصرف، وهذا غير الدعاء العام الذي يكون لزيارة المقبرة عموماً. فإنه يقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم. 

المصدر:

مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(17/287- 289)

أضف تعليقاً