الجمعة 10 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 3 أيام
0
المشاهدات 704
الخط

هل صحيح أن قول الزور مفسد للصوم بدليل حديث: (من لم يدع قول الزور . . .)

السؤال:

فضيلة الشيخ! بعض أهل العلم يستشهد بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» على أن قول الزور من مبطلات الصيام، فهل هذا في محله؟

الجواب:

هذا غير صحيح، وتوجيه الحديث مثل قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «إن الإنسان ليصلي وما كتب له من صلاته إلا نصفها إلا ربعها إلا عشرها» وما أشبه ذلك، فالمراد أن الصوم الكامل هو الذي يصوم فيه الإنسان عن قول الزور والعمل به والجهد، أما الصيام فمعروف كما قال تعالى: ﴿فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 187] .
فهذا هو الصيام: أن يصوم عن هذه الأشياء وما شابهها، وأما الصوم عن القول المحرم والعمل المحرم فلا شك أنه أكمل وأفضل وهذه هي الحكمة من الصوم، ولكنه ليس شرطاً فيه، قال الإمام أحمد: لو كانت الغيبة تفطر ما كان لنا صيام، من يسلم من الغيبة، ولذلك قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «من لم يدع قول الزور والعمل به» ما قال بطل صومه أو صيامه لا يقبل بل قال: «ليس لله حاجة» : يعني ليست هذه الحكمة من الصوم، الحكمة من الصوم أن يصوم عما حرمه الله.

المصدر:

الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(16)

أضف تعليقاً