السبت 11 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 4 أيام
0
المشاهدات 984
الخط

هل العذاب في جهنم حقيقي؟

السؤال:

سئل فضيلة الشيخ: هل عذاب النار حقيقي، أو أن أهلها يكونون فيها كأنهم حجارة لا يتألمون؟

الجواب:

عذاب أهل النار حقيقي بلا ريب، ومن قال خلاف ذلك فقد أخطأ، وأبعد النجعة، فأهلها يعذبون فيها، ويألمون ألمًا عظيمًا شديدًا، كما قال تعالى في عدة آيات: ﴿لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[آل: 91] حتى إنهم يتمنون الموت، والذي يتمنى الموت هل يقال: إنه يتألم، أو إنه تأقلم؟ ! لو تأقلم ما تألم، ولا دعا الله أن يقضي عليه ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ﴾[الزخرف: 77- 78]. إذن هم يتألمون بلا شك، والحرارة النارية تؤثر على أبدانهم ظاهرها وباطنها، قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾[النساء: 56]. وهذا واضح أن ظاهر أبدانهم يتألم وينضج، وقال تعالى: ﴿وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ﴾[الكهف: 29]. وشيُّ الوجوه، واللحم معروف فهم إذا استغاثوا ﴿يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ﴾[الكهف: 29] بعد مدة طويلة، وهذا الماء إذا أقبل على وجوههم شواها، وتساقطت والعياذ بالله، فإذا شربوه قطع أمعاءهم ﴿وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ﴾[محمد: 15]. وهذا عذاب الباطن، وقال النبي-صلى الله عليه وسلم-في أهون أهل النار عذابا: «إنه في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه». أعوذ بالله الدماغ يغلي! فما بالك بما دونه مما هو أقرب إلى النعلين! وهذا دليل واضح على أنهم يتألمون، وأن هذه النار تؤثر فيهم، وكذلك قال تعالى: ﴿وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾[الأنفال: 50] أي المحرق، والآيات والأحاديث في هذا كثيرة واضحة، تدل على بطلان قول: من قال: (إنهم يكونون كالحجارة لا يتألمون)

المصدر:

مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(2/59-60)

أضف تعليقاً