السبت 11 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 4 أيام
0
المشاهدات 804
الخط

هل الرسل -عليهم الصلاة والسلام- سواء في الفضيلة؟

السؤال:

سئل فضيلته: هل الرسل -عليهم الصلاة والسلام- سواء في الفضيلة؟

الجواب:

الرسل -عليهم الصلاة والسلام- ، ليسوا سواء في الفضيلة لقوله تعالى: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ﴾[البقرة: 253]. وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ﴾[الإسراء: 55]. ويجب علينا أن نؤمن بجميع الرسل أنهم حق صادقون فيما جاءوا به مصدقون فيما أوحي إليهم لقوله تعالى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ﴾[البقرة: 136]. إلى قوله: ﴿لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ﴾[البقرة: 136]. ولأن هذا طريق النبي-صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين قال الله تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾[البقرة: 285]. فلا نفرق بين أحد من الرسل في الإيمان به، وأنه صادق، مصدوق ورسالته حق ولكن نفرق في أمرين: الأول: الأفضلية فنفضل بعضهم على بعض كما فضل الله بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات، لكن لا نقول ذلك على سبيل المفاخرة أو التنقص للمفضول كما في صحيح البخاري «أن يهوديًا أقسم فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشر، فلطم وجهه رجل من الأنصار حين سمعه وقال: تقول هذا ورسول الله-صلى الله عليه وسلم- بين أظهرنا، فذهب اليهودي إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وقال: إن لي ذمة وعهدًا فما بال فلان لطم وجهي؟ فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- للأنصاري: (لم لطمت وجهه؟) فذكره فغضب النبي-صلى الله عليه وسلم- حتى رئي في وجهه ثم قال: «لا تفضلوا بين أنبياء الله». وكما في صحيحه أيضًا عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: «لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى». الثاني: الاتباع فلا نتبع إلا من أرسل إلينا وهو محمد-صلى الله عليه وسلم- ؛ لأن شريعة النبي-صلى الله عليه وسلم- نسخت جميع الشرائع لقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾[المائدة: 48]. 

المصدر:

مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(1/312-313)

أضف تعليقاً