الخميس 17 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

هل الجهاد في أفغانستان فرض عين ؟ وحكم رضا الوالدين في الجهاد وحكم نسبة: (لا يُسأل في الجهاد إلاّ عالمٌ بالجهاد) لشيخ الإسلام ابن تيمية

الجواب
أقول وبالله التوفيق أقول في الجواب، وأنا كاتبه محمد الصالح العثيمين مازلت متوقفًا في حكم الجهاد في أفغانستان هل هو فرض عين أو لا ؟
ولكن لا شك أنه جهادٌ إسلامي، فيه قمعٌ للكفرة وأعوانهم، نسأل الله أن يُخِلصَ نية القائمين به وُيتِمَّ نصرهم، وأمَّا تقديم هذا الجهاد على رضا الوالدين، فلا يُقدَّم على رضا الوالدين، بل لابد من إذنهما فيه، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - : (أَيُّ العمل أحبُّ إلى الله ؟ ( قال: «الصلاةُ على وَقْتها» قلت: ( ثمَّ أيٌّ ؟ ) قال: «برُّ الوالدينِ» قلت: ( ثمَّ أيٌّ ؟ ) قال: «الجهادُ في سبيلِ الله». وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما - أن رجلاً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في الجهاد، فقال: «أحيٌّ والداك ؟» قال: (نعم )، قال: «ففِيهِمَا فجَاهِدْ».
ثمَّ إنَّ الرجل إذا فاته الجهاد بنفسه تبعًا لرضا والديه لم يَفُتْهُ الجهاد بماله إن كان ذا مال، والجهادُ بالمال شقيقُ الجهاد بالنفس وقرينُه في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - .
أما بالنسبة للسؤال الثاني: ما نُسِبَ إلى شيخ الإسلام ابن تيمية لا أدري هل يصحُّ عنه بهذا اللفظ أو لا ؟ وإن صح فمراده علم مُقتَضَيات الجهادِ وثمراته، وهل الحكمة في الإقدام عليه أو في إعداد
العُدُّة قبل ذلك ؟ وليس مراده العلمَ بالحكم الشرعي فيه؛ لأنَّ هذا لا يختص بالجهاد، بل كل شيءٍ لا يُسأل فيه إلاَّ من كان عالمًا به.
وأما الشك الذي أثاره هذا الكلام في نفوس كثير من الشباب، فلا وجه له، فإنَّ العلماءَ بالجهاد تُقَبل فتواهم فيه، سواء شاركوا فيه أم لم يشاركوا، فالحق ضالة المؤمن أينما وجده أخذه، والمؤمن كَيِّسٌ فَطِنٌ؛ لا يُقْدِمُ على شيءٍ إلا بعد معرفة نتائجه وثمراته، ولا يجعل الحكم في المقارنة بين الأشياء إلى العاطفة المَحْضة، بل يتروى في الأمور وينظر بعين الشرع والعقل والعاطفة، فبالشرع يعرف الحكم، وبالعقل يُقايَسُ بين الأمور، وبالعاطفة ينشط ويدع الخمول، والله الموفق، حرر في 9/9/1409 هـ .
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(25/325- 327)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟