الأربعاء 16 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

هجر ذوي الأرحام إذا امتنعوا عن أداء الصلاة

الجواب
قد أحسنت فيما فعلت من نصيحتها ودعوتها إلى الخير وقد أساءت في رجوعها إلى الباطل وعدم صلاتها؛ لأن الصلاة عمود الإسلام، من ضيعها ضيع دينه ومن تركها كفر نعوذ بالله من ذلك، وقد صح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» وهذا يعم الرجال والنساء. وقال -عليه الصلاة والسلام-: «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله» وقال أيضا -عليه الصلاة والسلام-: «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة» فقد أحسنت في مقاطعتها وهجرها حتى تتوب إلى الله -عز وجل- ؛ لأن هذا منكر عظيم بل كفر فالواجب هجرها وهجر زوجها حتى يتوبا إلى الله -عز وجل- ، وإن ظهر أمرهما وعرف أنهما لا يصليان فيجب رفع أمرهما إلى ولاة الأمور إذا كانا في بلاد إسلامية يقيمون الصلاة ويعاتبون عليها يرفع بأمرهما حتى يستحقا أن يعاقبا على ذلك بالقتل، فإن من ترك الصلاة يستتاب، فإن تاب وإلا قتل يقتله ولي الأمر ولي أمر المسلمين أو نائبه.
المقصود أن عليك العناية بنصيحتهما جميعا، ولو من طريق الهاتف أو المكاتبة، أو توكيل من ينصحهم لعل الله يهديهم بأسبابك، أما قطعك لهم وهجرك لهم فهذا كله طيب وواجب إذا كان يرجى فيه خير أما إذا كنت لا ترجو من وراء الهجر خيرا فلا مانع من الاتصال بهم لا للأكل عندهم والشرب والأنس بهم لا ولكن لمجرد الدعوة والتوجيه والإرشاد، وتلقاهم بوجه غير منبسط بل بوجه مكفهر حتى يرجعا إلى الحق وحتى يتوبا إلى الله -عز وجل- وقد هجر النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة من الصحابة في أقل من هذا تخلفوا عن غزو بغير عذر في يوم تبوك، فهجرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمر المسلمين بهجرهم، فهجروا خمسين ليلة حتى تاب الله عليهم، فإذا كان من تخلف عن الغزو بغير عذر يهجر فالذي يتخلف عن الصلاة التي هي عمود الإسلام أولى بهذا:؛ لكن لو رجوت فيهم خيرا فلا مانع من الاتصال بهم ودعوتهم إلى الله ونصيحتهم لعل الله يهديهم بأسبابك.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(6/ 268- 271)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟