الثلاثاء 15 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

متى يكون النوم ناقضا للوضوء

الجواب
لا أدري ماذا يريد بالغفلة هل يريد بها النوم؟ فإن كان يريد النوم، فإن النوم ناقض للوضوء بشرط أن يكون عميقاً وعلامة العميق أن يكون النائم لا يحس بنفسه لو أحدث، فإذا نام الإنسان هذه النومة أي إنه نام نومة لو أحدث لم يحس بنفسه، فإن عليه أن يتوضأ لحديث صفوان بن عسال قال: «أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا كنا سفراً ألا ننزع خفافنا إلا من جنابة ولكن ما غائط وبول ونوم» وفي الحديث: «العين وكاء السَّه فإذا نامت العينان استطلق الوكاء»، لكن إذا كان النوم خفيفاً يحس بنفسه الإنسان لو أحدث، فإنه لا ينقض الوضوء سواء أكان الإنسان جالساً أو مضطجعاً أو مستنداً أو غير مستند؛ لأن المدار كله على العقل أي عقل الشيء وفهمه، فإن كان السائل يريد بالغفلة النوم، فهذا جوابه. أما إذا كان يريد بالغفلة الغفلة عن ذكر الله فإن هذا لا ينقض الوضوء، ولكن الذي ينبغي للإنسان أن يديم ذكر الله تعالى كل وقت فإن هذا هو العقل، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾[آل عمران: 190-191].
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟