الثلاثاء 15 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

ما هي الطريقة المناسبة ليتمكن من حفظ القرآن؟

الجواب

الجواب: من أسباب الحفظ، أولاً:أن يبادر الإنسان به في حال صغره؛ لأن الحفظ في الصغر-كما قيل-كالنقش على الحجر والإنسان الآن الكبير يتذكر أشياء مرت عليه في صغره ولا يتذكر أشياء مرت عليه عن قرب، فهذا أول سبب يكون به الحفظ.
ثانياً:المتابعة والدراسة وتعاهد ما حفظ، ولهذا أمر النبي- عليه الصلاة والسلام- بتعهد القرآن، وقال - عليه الصلاة والسلام-:«إنه أشد تفلتاً من الإبل في عقلها» .
ثالثاً:أن يكون دائماً مرتبطاً نفسياً بما حفظه، بحيث لا يغيب عن ذهنه، وبحيث يعرف ويشعر نفسه بأنه ملزم بهذا الذي حفظه من العلم، من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- وأقوال أهل العلم.
رابعًا: أن يكون على جانب كبير من الإيمان بالله عز وجل وتقوى الله سبحانه وتعالى، فإن هذا من أكبر أسباب الحفظ، يقول الله تبارك وتعالى:﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ﴾[محمد: 17].
ومن الحكم المأثورة:قيدوا العلم بالعمل، فالعمل بالعلم من أسباب حفظه وربطه، فإذا كان الإنسان كثير المعاصي فإن المعاصي توجب النسيان، قال الله تعالى:﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾[المائدة: 13].
فالمعاصي سبب كبير من أسباب النسيان، كما أن الطاعات والإيمان سبب كبير من أسباب الحفظ، ومما يؤثر عن الشافعي -رحمه الله- أنه قال:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور *** ونور الله لا يؤتاه عاصي
وقد قيل: ومن عمل بما علم ورَّثه الله علم ما لم يعلم.

المصدر:

الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب


هل انتفعت بهذه الإجابة؟