السبت 11 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 2 ساعات
0
المشاهدات 837
الخط

ما مدى صحة قصة الغرانيق ؟

السؤال:

ورد في تفسير الجلالين في سبب نزول الآية ( 52 ) من سورة الحج: أن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يقرأ: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾[النجم: 19- 20] أن الشيطان ألقى على لسانه: تلك الغرانيق العلا ، وإن شفاعتهن لترتجى . فهل هناك ما يدل على صحة هذه القصة من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، أم هي من الإسرائيليات ؟ أفيدونا أفادكم الله ؟

الجواب:

ليس في إلقاء هذه الألفاظ في قراءته -صلى الله عليه وسلم- حديث صحيح يعتمد عليه فيما أعلم ، ولكنها رواية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث مرسلة ، كما نبه على ذلك الحافظ ابن كثير في تفسير آية الحج ، ولكن إلقاء الشيطان في قراءته -صلى الله عليه وسلم- في آيات النجم وهي قوله: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾[النجم: 19] الآيات ، شيء ثابت بنص الآية في سورة الحج ، وهي قوله سبحانه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾[الحج: 52] فقوله سبحانه: ﴿إِلَّا إِذَا تَمَنَّى﴾ أي: تلا ، وقوله سبحانه: ﴿أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ أي: في تلاوته ، ثم إن الله سبحانه ينسخ ذلك الذي ألقاه الشيطان ويوضح بطلانه في آيات أخرى ، ويحكم آياته ابتلاء وامتحانا ، كما قال سبحانه بعد هذا: ﴿لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ﴾ الآيات[الحج: 53] . فالواجب على كل مسلم أن يحذر ما يلقيه الشيطان من الشبه على ألسنة أهل الحق وغيرهم ، وأن يلزم الحق الواضح الأدلة ، وأن يفسر المشتبه بالمحكم حتى لا تبقى عليه شبهة ، كما قال الله سبحانه في أول سورة آل عمران: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾[آل عمران: 7] وصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث عائشة -رضي الله عنها- أنه قال: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله ؛ فاحذروهم». متفق على صحته . والله ولي التوفيق .

المصدر:

مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(24/282- 284)

أضف تعليقاً