الجمعة 10 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 2 أيام
0
المشاهدات 981
الخط

ما المقصود بالأمانة في قوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض...)؟

السؤال:

من جمهورية مصر العربية رمز لاسمه بي م ح خ يعمل في العراق يقول: يقول الله سبحانه وتعالى في آخر سورة الأحزاب بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾[الأحزاب: 72] ما المقصود بالأمانة هنا هل هي أمانة العقل أو ما اؤتمن عليه الإنسان؟

الجواب:

المراد بالأمانة هنا كل ما كلف به الإنسان من العبادات والمعاملات، فإنها أمانة لأنه مؤتمن عليها وواجب عليه أداؤها، فالصلاة من الأمانة والزكاة من الأمانة والصيام من الأمانة والحج من الأمانة والجهاد من الأمانة وبر الوالدين من الأمانة والوفاء بالعقود من الأمانة وهكذا جميع ما كلف به الإنسان فهو داخل في الأمانة هذه الأمانة أو هذا الالتزام لا يكون إلا بالعقل و لهذا كان الإنسان حاملاً لهذه الأمانة بما عنده من العقل وليست البهائم ونحوها حاملة للأمانة؛ لأنه ليس لها عقل فهي غير مكلفة فالله عز وجل عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وهذه المخلوقات العظيمة إذا أبت أن تحمل الأمانة وأشفقت منها وخافت، فإن حمل الإنسان لها دليل على ظلمه وجهله ولكن الموفق الذي يقوم بهذه الأمانة فيمتثل ما أمر الله به ويجتنب ما نهى عنه يكون أفضل من السماوات والأرض لأنه قبل تحمل هذه الأمانة وقام بها على الوجه الذي طلب منه فكان له فضل الحمل أولاً ثم فضل الأداء ثانياً أما إذا لم يتحمل هذه الأمانة ولم يقم بواجبها فإن الله يقول: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً﴾[الجمعة: 5] ويقول عز وجل: ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾[الأنفال: 55] فالإنسان الذي لم يقم بواجب هذه الأمانة هو شر الدواب عند الله وهو كمثل الحمار يحمل أسفاراً وإنما شبهه بالحمار لبلادته وعدم تقديره للأمور حتى يقوم بما يجب عليه.

المصدر:

الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

أضف تعليقاً