لماذا قدم الله تعالى الآباء في قوله تعالى: (نحن نرزقكم وإياهم ) وأخرهم في قوله تعالى: (نحن نرزقهم وإياكم)
السؤال:
عبده حسن من اليمن يقول في الآية الكريمة في سورة الأنعام ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ﴾[الأنعام: 151] وفي سورة الإسراء ﴿نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ﴾[الإسراء: 31] ماذا يفيد الاختلاف في هذا الترتيب ؟
الجواب:
الاختلاف في هذا التعبير مبنيٌ على اختلاف الحالين ففي آية الأنعام يقول الله تعالى: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ﴾[الأنعام: 151]يعني: من فقر، يعني: إذا كنتم فقراء فلا تقتلوا أولادكم ثم قال: ﴿نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ﴾[الأنعام: 151] فبدأ بالآباء؛ لأنهم فقراء فبدأ بذكر رزقهم قبل ذكر رزق الأولاد المقتولين أما في الآية الأخرى آية الإسراء: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خشية إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهم وَإِيَّاكمْ﴾[الإسراء: 31] فلأن الآباء القاتلين هنا ليسوا فقراء بل هم أغنياء لكن يخشون الفقر فكان الأنسب أن يبدأ بذكر رزق الأولاد قبل ذكر رزق الآباء لأن الآباء رزقهم موجود فقال: ﴿نَحْنُ نَرْزُقُهم وَإِيَّاكمْ﴾.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب