الخميس 09 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 2 أيام
0
المشاهدات 413
الخط

كيف نجمع بين قوله تعالى : (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون..) وقوله: (وليذكر أولو الألباب)

السؤال:

السؤال الأول من الفتوى رقم(21677)
يقول ربنا عز وجل: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾[الحج: 46] ، ويقول سبحانه في آية أخرى: ﴿هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾[إبراهيم: 52] وفي الآية الأولى من سورة الحج ذكر الله أن القلوب هي التي تعقل، وفي الآية الثانية خص عز وجل أولي الألباب (وهم أولو العقول) بالذكرى.
فما هو سر التمييز بين هذين اللفظين: (القلب والعقل) خصوصا وأن بعض الناس يتخذ من ذكر الله عز وجل لأولي العقول بهذا التخصيص ذريعة إلى دحض وتأويل الأحاديث الصحيحة الصريحة أحيانا، وغير قطعية الدلالة غالبًا، بحجة تحكيم العقل، وأن الله مدح أولي العقول في آيات عديدة، ويجعلون التسليم لظاهر الأحاديث الصحيحة تخلفا عن الحق.
أفيدونا يرحمكم الله ببيان دور العقل في فهم آيات الله عز وجل.

الجواب:

لا تنافي بين الآيتين؛ لأن العقل مصدره القلب وله اتصال بالدماغ كما قرر ذلك المحققون من أهل العلم، والعقل الصريح لا يتعارض مع النقل الصحيح، فإن تعارضا ففي أحدهما خللا. ثم ما كل ما جاء في النصوص يدركه العقل، فالواجب تقديم النقل؛ لأن النقل معصوم، والعقل ناقص وغير معصوم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

المصدر:

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(3/173)المجموعة الثانية 
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ... الرئيس

أضف تعليقاً