الخميس 17 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

شبهة في قوله تعالى: (ذلك الكتاب) والجواب عنها وفي تسمية الرسول أحمد . .

الجواب
أما قوله عز وجل: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ﴾ فقد أجمع المسلمون من مفسرين وفقهاء: أنه كتاب الله عز وجل، هذا القرآن، لأنه أشار إليه ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾ وكون الإشارة إليه بالبعيد مع قربه دليل على عظمته وارتفاع منزلته، ولهذا قال في آية أخرى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾[الإسراء: 9] هذا القرآن ولا لبس في هذا ولا تلبيس.
وأما قول عيسى: ﴿وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾[الصف: 6] فيقال: نعم، الرسول عليه الصلاة والسلام له أسماء متعددة: أحمد محمد العاقب الحاشر، أسماء كثيرة معروفة، ولا مانع من أن يتسمى الواحد بعدة أسماء فهو أحمد ومحمد ويدل على هذا قوله عز وجل في نفس السورة: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ﴾[الصف: 6] من الذي جاءهم ؟ أحمد﴿وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ وجاء فعل ماض يدل على أن المجيء قد سبق بعد البشارة، ولا نعلم في التاريخ أن بين عيسى ومحمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ رسولاً.
وألهم الله تعالى عيسى أن يقول: اسمه أحمد، لحكمة بالغة عظيمة حيث جاء باسم التفضيل أحمد لينبه بني إسرائيل على أن هذا الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أحمد الناس لله عز وجل.
والثاني: أنه أحمد من حمد فالناس يحمدون فلان وفلان وفلان وأحمد الناس أحق أن يحمد وهو الرسول عليه الصلاة والسلام، حتى لا يقول بنو إسرائيل: إن هناك رسولاً أفضل منه
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(230)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟