الجمعة 10 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 3 أيام
0
المشاهدات 481
الخط

حكم من تأول نتق الجبل ورفعه فوق رؤوس بني إسرائيل على أنهم كانوا أسفل الجبل

السؤال:

فتوى رقم(1883) أول نتق الجبل ورفع الطور على بني إسرائيل بأنهم كانوا في أسفل الجبل وليس المراد أن الجبل ارتفع فوقهم كأنه ظله؟

الجواب:

أخبر الله تعالى في آيات من القرآن بأنه نتق جبل الطور وأنه رفعه فوق بني إسرائيل حتى صار كالظلة عليهم وحتى ظنوا أنه ساقط عليهم، قال تعالى: ﴿وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[الأعراف: 171] وقال: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة: 63] وقال: ﴿وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ﴾[النساء: 154]. فهذه أخبار عدة متنوعة متتابعة يؤكد بعضها بعضًا ويفيد كل منها وحده أن الله جعل الجبل فوق رؤوسهم حقيقة فكيف بها مجتمعة يصدق بعضها بعضًا وليس هناك قرينة أو إشارة ظاهرة أو خفية ترشدنا إلى صرف هذه الأخبار عن حقيقتها أو تصرفها عما يتبادر إلى الذهن منها، بل دلت قرينة التهديد بالعذاب إن لم يأخذوا ما أوتوا بقوة ودل شعورهم بأنه واقع بهم على أن الله قد أحال الجبل عن موضعه ونزعه من مقره وجعله على ما ذكر في الآيات حقيقة لا تقبل التأويل، فمن تأول نتقه ورفعه عليهم بأنهم كانوا في سفح الجبل فقد ألحد في آيات الله وحرفها عن مواضعها وكان ممن زاغ قلبه عن الحق وحاد عن جادة الصواب وارتكس في حياة الكفر والضلال، نعوذ بالله من ذلك. 

المصدر:

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(3/354-356) عبد الله بن قعود ... عضو عبد الله بن غديان ... عضو عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

أضف تعليقاً