الخميس 17 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم مداومة الخطيب على قول: (حبيب الله) في حق النبي صلى الله عليه وسلم

الجواب
من المعلوم أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حبيبٌ إلى الله ولا شك، ولكن خيرٌ من أن نقول: (إنه حبيب الله)، أن نقول: (إنه خليل الله)؛ لأن الخلة أعلى أنواع المحبة، فإذا وصفت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحبيب نزَّلته من مرتبة الخلة إلى المحبة؛ فالأولى أن نقول: (خليل الله)؛ لقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً», ويدلك على أن الخلة أعلى من المحبة: أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً, ولكن أخوة الإسلام ومودته»، مع أن أبا بكر حبيب إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام-, وهو أحب الرجال إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام-, وعائشة حبيبة الرسول -عليه الصلاة والسلام-, وزيد بن حارثة حبيب الرسول, وأسامة بن زيد حبيب الرسول، وكل الصحابة أحباء للرسول -عليه الصلاة والسلام-, ولكن لم يتخذ واحداً منهم خليلاً؛ لأن الخلة أعلى أنواع المحبة, والرسول -عليه الصلاة والسلام- أراد أن تكون خلته لله -سبحانه وتعالى-.
ويدل لذلك أيضاً أن محبة الله للمؤمنين عامة، فالله يحب المؤمنين، ويحب المتقين، ويحب المقسطين، ويحب الصابرين، ولكن لا نعلم أنه اتخذ خليلاً إلا محمداً -صلى الله عليه وسلم- وإبراهيم - عليه السلام -.
وبهذا تبين: أن الذين يصفون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحبيب الله ويَدَعُون الخلة أن فيهم نوعاً من التقصير، وأن الأولى أن يصفوا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بخليل الله, عن حبيب الله، ومعلومٌ أن الخلة إذا ثبتت، فالمحبة من باب أولى.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب(5/544 - 545)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟