الجمعة 18 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم قول من قال: (إيش عند محمد ما يعطيك نحن نعاونه بصلاتنا عليه)

الجواب
ما ذكرت من قول من ينكر على من نادى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته أو توسل بجاهه (إيش عند محمد ما يعطيك نحن نعاونه بصلاتنا عليه) فهو تبجح ممقوت وسوء أدب في التعبير لا يليق بالمسلم أن يقوله، ثم هو منفر يصد الناس عن سماع نصحه والانتفاع بعلمه، لكن مع ذلك ليس بمرتد عن الإسلام؛ لأنه لم يقصد بذلك إهانة النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الحط من قدره فيما يظهر، إنما قصد تفهيم من استعان بالرسول -صلى الله عليه وسلم- أو توسل به أنه لا يملك بعد وفاته أن يجلب لمن سأله أو سأل به نفعاً ولا ضراً، لكنه أساء التعبير ولا يقصد الامتنان على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة عليه، إنما يريد بيان أنه عبد الله ورسوله؛ فيجب أن نعرف له رسالته ودرجته الرفيعة دون أن نرفعه إلى مقام الربوبية أو الإلهية بدعائه والاستعانة به، فإن ذلك من اختصاص الله سبحانه، لكنه لم يحسن القول والدعوة والإرشاد إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، مع العلم بأن دعاءه -صلى الله عليه وسلم- والاستغاثة به أو بغيره من الأنبياء والصالحين شرك أكبر، أما التوسل بجاهه أو بحقه فليس بشرك ولكنه من البدع ومن وسائل الشرك، فالواجب تركه، والمشروع للمسلم أن يتوسل بأسماء الله وصفاته وبتوحيده والإيمان به وبالأعمال الصالحات التي يتقرب بها إلى ربه. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(1/513-514)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز. ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟