الأربعاء 16 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم قراءة الجنب الأوراد قبل النوم المشتملة على آيات قرآنية

الجواب
قراءة القرآن والإنسان جنب لا تجوز على أصح أقوال أهل العلم وهو قول جمهور أهل العلم فيما أعلم وذلك؛ لأن الجنب بإمكانه أن يغتسل ويزيل عنه المانع خلاف الحائض، فإن الأصح من أقوال أهل العلم أن الحائض تقرأ القرآن للمصلحة أو الحاجة، فقراءتها إياه للمصلحة كقراءة الأوراد القرآنية كآية الكرسي والآيتين الأخيرتين في سورة البقرة و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) والمعوذتين وقراءتها للحاجة كقراءتها إياه خوفاً من النسيان أو من أجل أداء الاختبار في المدارس أو من أجل تعليم أبنائها أو ما أشبه ذلك والفرق بين الحائض وبين الجنب أن الحائض لا يمكنها إزالة المانع بخلاف الجنب، وعلى هذا فنقول: للجنب إذا كنت تريد أن تقرأ الأوراد القرآنية، فاغتسل ثم اقرأها وهذا أفضل وأطيب، وأما الأذكار والأوراد غير القرآنية، فإنه لا بأس للجنب أن يقرأها؛ لقول عائشة -رضي الله عنهما- كان النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يذكر الله على كل أحيانه» ولكن ذكر الله تعالى على طهارة أفضل مما إذا لم يكن على طهارة كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «إني أحب أن لا أذكر الله إلا على طهارة» أو كلمة نحوها، ولكن لا يمتنع أن يذكر الإنسان ربه وهو جنب بشيء غير القرآن وله أيضاً أي الجنب أن يذكر الله تعالى بما يوافق القرآن إذا لم يقصد القراءة، فله أن يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم) وله أن يقول إذا أصيب بمصيبة: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾[البقرة: 156] وله أن يقول: ﴿لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ﴾[الأنبياء: 87] وله أن يقول: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾[البقرة: 201]، إذا لم يقصد القراءة.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟