الجمعة 18 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم تقسيم الدِّين إلى لبٍ وقشور

الجواب
تقسيم الدين إلى قشور ولب، تقسيم خاطئ، وباطل، فالدين كله لبٌ، وكله نافع للعبد، وكلّه يقربه لله -عزّ وجلّ- وكله يُثاب عليه المرء، وكله ينتفع به المرء، بزيادة إيمانه وإخباته لربه -عزّ وجلّ- حتى المسائل المتعلقة باللباس والهيئات، وما أشبهها، كلها إذا فعلها الإنسان تقرباً إلى الله -عزّ وجلّ- واتباعاً لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، فإنه يثاب على ذلك، والقشور كما نعلم لا ينتفع بها، بل ترمى، وليس في الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية ما هذا شأنه، بل كلّ الشريعة الإسلامية لبّ ينتفع به المرء إذا أخلص النية لله، وأحسن في اتباعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعلى الذين يروجون هذه المقالة، أن يفكروا في الأمر تفكيراً جديّاً، حتى يعرفوا الحق والصواب، ثم عليهم أن يتبعوه، وأن يدعو مثل هذه التعبيرات.
صحيح أن الدين الإسلامي فيه أمور مهمة كبيرة عظيمة، كأركان الإسلام الخمسة، التي بينها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بقوله: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام» وفيه أشياء دون ذلك، لكنه ليس فيه قشور لا ينتفع بها الإنسان، بل يرميها ويطرحها.
وأما بالنسبة لمسألة اللحية: فلا ريب أن إعفاءها عبادة، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر به، وكلّ ما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو عبادة يتقرب بها الإنسان إلى ربه، بامتثاله أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم-، بل إنها من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وسائر إخوانه المرسلين، كما قال الله تعالى عن هارون: إنه قال لموسى: ﴿قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي﴾[طه: 94]. وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن إعفاء اللحية من الفطرة التي فطر الناس عليها، فإعفاؤها من العبادة، وليس من العادة، وليس من القشور كما يزعمه من يزعمه.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(3/124 - 125)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟