الثلاثاء 15 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

حكم تصوير النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوجاته للدعوة إلى الله

السؤال
الفتوى رقم(17970)
نشر كتب فيها صورة آل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام، من شركة للنشر في اليابان بواسطة الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، برقم(2370) وتاريخ 20\5\1416 ه- ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه:
إن شركتنا تريد نشر سلسلة كتب تعرف بالأديان المشهورة في العالم، تضم 14 كتابا، أحدها (تعريف بالدين الإسلامي)، ونحاول أن تكون معلوماتها صحيحة ومبسطة، وبلغة يابانية سلسة مع الصور؛ حتى يسهل على القارئ الياباني استيعابها وفهمها.
إن الياباني لا يقرأ الكتب الدينية، وإذا أراد أن يقرأها فيجب أن تكون سهلة القراءة والفهم؛ لذا يجب أن تكون هذه الكتب مصورة وبلغة سهلة.
إن شركتنا لها شهرة عند اليابانيين في نشر مثل هذه الكتب؛ لذا نريد أن ننشر كتابا عن الإسلام بلغة سهلة وسلسة مع الصور؛ حتى يستوعب اليابانيون الإسلام.
وقد راجعنا المركز الإسلامي في اليابان، بشأن نشر صور محمد -صلى الله عليه وسلم- وزوجاته والخلفاء الراشدين، فمنعنا من ذلك، وحينما ظهر منا الإصرار على إعطائنا رخصة في نشر الصور، نصحنا المركز بكتابة هذه الرسالة لنقدمها للعلماء والمفتين.
نحن نريد نشر كتاب عن الإسلام، ونحن نقدم لكم البدائل التالية بخصوص موضوع الصور، وعلى أية واحدة منها توافقون وترون أنه لا بأس بنشرها في كتابنا:
أ- نشر صورة محمد -صلى الله عليه وسلم- وآله وزوجاته والخلفاء الأربعة، مع إبراز وجوههم. وقد علمنا أن هذا الشيء لا يصح في الإسلام.
2- نكتفي بنشر صورة محمد -صلى الله عليه وسلم- بجسمه من دون إظهار وجهه، ولكننا ننشر صورا كاملة لآله وزوجاته والخلفاء الأربعة.
3- ننشر صور محمد -صلى الله عليه وسلم- وآله وزوجاته بأجسامهم، من دون إظهار وجوههم، ولكننا ننشر صور الخلفاء الأربعة مع وجوههم.
4- لا ننشر صور محمد، ولكننا ننشر صورا لآله وزوجاته والخلفاء الأربعة.
5- ننشر صورة محمد -صلى الله عليه وسلم- كاملة، ولكننا لا نكتب تحت الصورة هذا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
6- ننشر صورة محمد -صلى الله عليه وسلم- كاملة مع الكتابة تحتها أن هذا الأمر لا يصح في الإسلام.
7- ننشر صورة محمد -صلى الله عليه وسلم- بحيث لا يرى واضحا، ولكننا ننشر صور آله وزوجاته والخلفاء الأربعة واضحة.
إننا نرجو منكم دراسة هذا الموضوع، والتكرم بإعطاء رأيكم فيه، واختيار الأنسب من البدائل المذكورة، وإن رأيتم أنها كلها غير صحيحة، فنرجو التكرم بتوجيهنا بالرأي المناسب لظروف اليابان، التي هي بلد غير إسلامي، وإن اليابانيين لا يعرفون الإسلام جيدا، ولا يعرفون البلاد العربية، ولا بد من تقديم الإسلام لليابانيين مع سيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بالصور؛ حتى يفهم اليابانيون الإسلام بصورة مبسطة وسهلة وجذابة.
ولهذا أرجو منكم منح الرخصة لنشر صورة محمد -صلى الله عليه وسلم- وآله وزوجاته والخلفاء الأربعة.
الجواب
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت: بأن تصوير ذوات الأرواح حرام شديد التحريم، وكبيرة من كبائر الذنوب؛ للوعيد عليه باللعنة والنار، وأن المصورين أشد الناس عذابا يوم القيامة، وأنهم أظلم الناس. وتصوير النبي -صلى الله عليه وسلم- أو تصوير أحد من أصحابه -رضي الله عنهم- ، لا سيما أزواجه وخلفائه أشد تحريما؛ لما فيه من الفتنة وخوف الشرك بهم، ولما فيه من امتهان شخصياتهم الكريمة بواسطة هذه الصور التي يدعى أنها تمثل شخصياتهم.
فالواجب منع ذلك والامتناع منه؛ احتراما لمقام النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ومكانة أصحابه -رضي الله عنهم- ، ومنعا لوسيلة الشرك؛ لأن الشرك إنما وقع في قوم نوح لما صوروا الصالحين ونصبوا صورهم فوق مجالسهم، والافتتان بصور النبي -صلى الله عليه وسلم- وصور أزواجه وخلفائه أشد وأخطر.
ونوصيكم بشرح الإسلام لليابانيين بالكلام، مع بيان الآيات والأحاديث بواسطة الدعاة المبعوثين لليابان، التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، وفي ذلك الكفاية والحمد لله.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(1/299-302)المجموعة الثانية
بكر أبو زيد ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟