الجمعة 10 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 3 أيام
0
المشاهدات 2156
الخط

حكم المداومة على سقي الأشجار النابتة على القبر أو حوله

السؤال:

سئل فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى: يوجد في بعض المناطق ظاهرة وهي زراعة الأشجار وبعض النباتات على القبر أو حوله ويتعاهد بعض الناس سقايتها ورشها بالماء بحيث إن الداخل إلى المقبرة يجدها مليئة بالأشجار والنباتات الأخرى المزروعة، فما حكم ذلك جزاكم الله خيراً؟

الجواب:

  المقبرة مدفن الموتى، وليست أرض زراعة، ولكن لعل هؤلاء يريدون أن يتشبهوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم- حين مر بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير أي في أمر شاق عليهما أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة» ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين، وغرز في كل قبر واحدة فقيل: لم صنعت هذا؟ قال: «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا». فإن كان هذا مرادهم فقد أخطأوا من وجوه: الأول: أنه ليس من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يفعل ذلك في كل قبر وإنما فعله في قبرين كشف له أنهما يعذبان، ففعل هذا في كل ميت بدعة مخالفة لما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم-. الثاني: أنه إساءة ظن بالميت بأنه يعذب، فيكون قدحاً في الميت، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم- علل وضع الجريدة بأنهما يعذبان، أفيعتقد هؤلاء أن آباءهم، أو أمهاتهم، أو أبناءهم، أو أقاربهم، أو أصحابهم كانوا يعذبون؟! الثالث: أن الماء الذي تسقى به هذه الأشجار سوف ينزل إلى قاع قبر الميت، وقد ذكر بعض العلماء أن القبر ينبش إذا كان حوله ماء تلحق الميت منه نداوة، كما في الغاية وشرحها 1/719 فكيف بمن يصبون الماء حوله فينزل إليه؟! فنصيحتي لهؤلاء أن يتركوا هذا الفعل ويريحوا ميتهم وأنفسهم من هذا العناء، والله الموفق. 14/3/1418 هـ.

المصدر:

مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(17/449- 450)

أضف تعليقاً