السبت 11 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 4 أيام
0
المشاهدات 573
الخط

حكم المداومة على الموعظة عند القبر

السؤال:

سئل فضيلة الشيخ - رحمه الله تعالى -: الموعظة بصفة دائمة على القبر، ما حكمها؟

الجواب:

الذي أرى أنها خلاف السنة؛ لأنها ليست على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- الذي هو أنصح الخلق للخلق، وأحرصهم على إبلاغ الحق، ولم نعلم أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- وعظ على القبر قائماً يتكلم كما يتكلم الخطيب أبداً، إنما وقع منه كلمات: أولاً: مثل ما وقع منه حين انتهوا إلى القبر ولما يلحد فجلس - عليه الصلاة والسلام- وجلس الناس حوله، وفي يده عود ينكت في الأرض ويحدثهم، ماذا يكون عند الموت؟ وهذه ليست خطبة، ما قام خطيباً في الناس يعظهم ويتكلم معهم. ثانياً: حينما كان قائماً على شفير القبر فقال - صلى الله عليه وسلم-: «ما منكم من أحد إلا وقد كُتب مقعده من الجنة أو النار» فقالوا: يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل، قال: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له». وأما أن يتَّخذ هذا عادة، كلما دُفن ميت قام أحد الناس خطيباً يتكلم فهذا ليس من عادة السلف إطلاقاً، وليرجع إلى السنة في هذا الشيء، وأخشى أن يكون هذا من التنطع؛ لأن المقام في الحقيقة مقام خشوع وسكون ليس المقام إثارة للعواطف. ومواضع الخطبة هي المنابر والمساجد كما كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يفعل هذا، ولا يمكن أن نستدل بالأخص على الأعم، يعني لو قال قائل: سنجعل حديث حينما وقف على شفير القبر، وكذلك الحديث الآخر حينما جلس، ينتظر أن يُلحد القبر وتحدَّث إليهم، لو قال قائل: نريد أن نجعله أصلاً في هذه المسألة قلنا: لا صحة لذلك لأنه لو كان أصلاً في هذه المسألة لاستعمله النبي- صلى الله عليه وسلم- في حياته فلما تركه كان تركه هو السنة. 

المصدر:

مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(17/233- 234)

أضف تعليقاً