الثلاثاء 15 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

حكم الصلاة على القبر وهل تقيد بزمن؟

الجواب
أما الصلاة على الغائب فالصحيح أنها ليست بسنة إلا من لم يصل عليه؛ مثل أن يموت في بر، أو في دار كفر ولا يُعلم أنه صُلي عليه؛ فالصلاة عليه واجبة، لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- صلى على النجاشي، وأمر أصحابه أن يصلوا عليه أيضاً، فخرج بهم إلى المصلى فصلى بهم عليه الصلاة والسلام.
وهذه القضية أي الصلاة على الغائب لم ترد إلا في النجاشي؛ لأنه لا يُعلم أنه صُلي عليه في بلده.
وأما من علم أنه صُلي عليه في بلده، فالصحيح أنه لا تسن الصلاة عليه.
أما الصلاة على القبر فهي سنة كما ثبت ذلك عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ولكن من العلماء من حددها بشهر، ومنهم من لم يحددها.
والصحيح أنها ليس لها حد؛ لكن يشترط أن يكون الميت الذي صلي عليه في قبره قد مات في حياة هذا المصلي؛ أي مات بعد ولادته وتمييزه. أما لو مات قبل ذلك فلا تسن الصلاة على القبر، مثال هذا:
لو أن شخصاً مات في سنة 1400 هـ وولد شخصاً آخر في هذه السنة؛ فإنه إذا كبر هذا المولود لا يصلي على القبر؛ لأنه حين موت الميت ليس من أهل الصلاة؛ أما لو مات سنة 1400 هـ وجاء شخصٌ من مواليد سنة 1380هـ؛ فإنه يصلي عليه؛ لأنه حين موته كان المصلي من أهل الصلاة.
وإنما قلنا ذلك لئلا يبتدع أحد بدعة فيذهب يصلي صلاة الجنازة على قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- وعلى قبور الصحابة - رضي الله عنهم- في البقيع فإن هذا لم يرد.
والخلاصة: أنه يصلى على القبر بدون تعيين مدة إذا كان صاحب القبر قد مات في زمن قد بلغ فيه المصلي أن يكون من أهل الصلاة.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(17/146- 147)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟