الجمعة 10 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 3 أيام
0
المشاهدات 349
الخط

تحذير من نشرة مكذوبة توزع بقصد جلب الخير ودفع الشر

السؤال:

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ، أما بعد: فقد اطلعت على نشرة يوزعها الكثير من الناس عن جهل أو قصد سيئ ، قد بدأها صاحبها بقول الله تعالى: ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾[الزمر: 66] ، وذكر بعدها آيات ، ثم قال ما نصه: اهتم بإرسال هذه الآيات لتكون مجلبة خير ويمن ومال وفلاح ، ثم ذكر بعد ذلك أنه تم توزيعها حول العالم ، وأن من اعتنى بها ربح ربحا كثيرا ، ومن أغفلها أصيب بأنواع من الحوادث ، وذكر أنها تمنع المضرات وتجلب الفلاح والخير بعد أربعة أيام .

الجواب:

ونظرًا إلى أن هذه النشرة لا أساس لها من الصحة ، بل هي كذب وافتراء وقول بغير علم ، واعتقاد أنها تجلب الخيرات وتدفع المضرات ، وأن من اعتنى بها ربح ، ومن أهملها أصيب بالحوادث - اعتقاد باطل يخل بالعقيدة ويدعو إلى تعلق القلوب بهذه النشرة وانصرافها عن الله عز وجل . فلهذا رأيت تحذير المسلمين منها ووصيتهم إتلافها أينما وجدت ، وتنبيه إخوانهم على بطلانها ، وأن اعتقاد ما فيها يخالف شريعة الله ويقدح في العقيدة؛ لأنه اعتقاد فاسد ليس له أساس من الصحة ، بل هو من الكذب على الله ودعوى باطلة ، وهي من جنس الوصية المنسوبة إلى خادم حجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وقد سبق أن نبهنا على بطلانها ، وأنها كذب لا أساس لها من الصحة ولا لما ادعاه صاحبها ، فهاتان النشرتان كلتاهما من أبطل الباطل ، فالواجب على كل مسلم أن يحذرهما وأن يحذر منهما غيره عملا بقول الله سبحانه: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾[ المائدة:2] وقوله سبحانه: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾الآية [التوبة:71].      ولا شك أن هاتين النشرتين من المنكر الذي يجب النهي عنه ، ويجب على ولاة الأمور البحث عن مروجهما وعقابه بما يردعه وأمثاله . ونسأل الله أن يوفقنا والمسلمين للفقه في الدين والثبات عليه وإنكار ما خالفه ، وأن يعيذنا جميعا من مضلات الفن ونزغات الشيطان ، كما نسأله سبحانه أن يكبت أعداء الإسلام أينما كانوا ويبطل كيدهم ، إنه سميع قريب . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

المصدر:

مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(28/267)

أضف تعليقاً