الثلاثاء 07 شوال 1445 | آخر تحديث قبل 2 أيام
0
المشاهدات 5819
الخط

النهي عن البناء على القبور ورفعها أكثر من شبر والحكمة من ذلك

السؤال:

يسأل يقول: كثير من الناس يبنون على القبور بالطوب، والبناء لا يكون مرتفعًا، بل يكون ارتفاعه شبرين أو ثلاثة أشبار هل هذا البناء محرم؟

الجواب:

نعم، الرسول - صلى الله عليه وسلم- نهى عن البناء على القبور، ونهى عن اتخاذ المساجد عليها؛ لأنه وسيلة إلى الغلو فيها والشرك, وتعظيمها، فلا يجوز للمسلم أن يبني على القبور، لا مسجدا ولا غيره؛ فقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين، وروى مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ فإني أنهاكم عن ذلك» رواه مسلم في الصحيح. فالرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن اتخاذ القبور مساجد، وأخبر أنه من عمل الماضين الذين ذمهم الله وعابهم، وأخبر أنه ينهى عن هذا -عليه الصلاة والسلام- ، وقد وقع الناس في الشرك بسبب هذه الأبنية وهذه المساجد؛ ولهذا لعن -صلى الله عليه وسلم- من اتخذها؛ لأنها وسيلة للشرك، وعبادة المخلوقين من دون الله، وفي الصحيح عن جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنهما- ، عن أبيه قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه» فأخبر جابر -رضي الله عنه- أن الرسول نهى عن تجصيص القبور، وعن القعود عليها، وعن البناء عليها، وهذا صريح في تحريم ذلك، فالبناء على القبر محرم، وهكذا القعود عليه، وهكذا تجصيصه؛ لأنه وسيلة إلى الغلو فيه، ثم إلى عبادته من دون الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، كما جرى لليهود والنصارى، وكما جرى للغلاة من هذه الأمة، الذين بنوا على القبور وعظموها حتى عبدت من دون الله، وحتى صارت آلهة تعبد مع الله، كما قد وقع مثل ذلك عند قبر الحسين بن علي -رضي الله عنهما- في مصر، وعند قبر البدوي، وعند قبر الجيلاني في العراق، وعند قبور كثيرة حتى فعله بعض الجهلة عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم- في المدينة لجهلهم لما رأوا أنه مبني عليه، وعليه قبة, ظنوا أن هذا مما يسبب لهم الدعاء، والرسول -صلى الله عليه وسلم- إنما دفن في حجرته في بيت عائشة لم يبن عليه، خوفًا أن يغلوا فيه الناس إذا جعل في البقيع بارزا عند الناس، فدفن في بيتها -رضي الله عنها- وأرضاها، ثم وضع القبة على الحجرة بعض الأمراء المتأخرين في المدينة الذين قبل الدولة السعودية، فالحاصل أن البناء على القبور لا يجوز، وهو من وسائل الشرك سواء كان البناء مسجدًا أو غير مسجد، أو قبة تبنى عليه، كل ذلك لا يجوز، والواجب أن تكون القبور ضاحية بارزة في المقابر، كما كان الحال على ذلك في عهده -صلى الله عليه وسلم- في البقيع وفي غير البقيع.

المصدر:

الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(14/ 92- 94)

أضف تعليقاً