يستحب لمن اعتمر فحلق ثم اعتمر مرة أخرى أن يمر الموسى على رأسه

تكرار العمرة المكية لم يكن معروفًا عند السلف -رضوان الله عليهم- وكون الإنسان يأتي إلى مكة فيأتي بعمرة، ثم عمرة، ثم عمرة، هذا ما كان معروفًا عند السلف، ولا كان أمرًا في حد ذاته مرغبًا فيه، لكن لو حصل مثل ما حصل لعائشة -رضي الله عنها- من حيث إنها قدمت ولم تعتمر، ثم يريد أن يأتي بعمرة واحدة مثل ما أتت عائشة -رضي الله عنها- فهذا شيء آخر، لكن كون الإنسان يأتي بعمرة، ويأتي بعمرة، ثم بعمرة، هذه تسمى عمرة مكية، هذا ليس معروفًا عند السلف، ولو اشتغل الإنسان بالجلوس عند الكعبة، وتلاوة القرآن، أو الطواف لكان أفضل. هذا من جانب.

ومن جانب آخر أن الإنسان إذا حلق رأسه تمامًا ثم أتى بعمرة بعد ذلك مباشرة، فهذا لم يبق للحلق مجالًا، لكن يستحب لهذا أن يمر الموسى على رأسه، فلربما يكون هناك شعرات باقية، ويكون هذا أيضًا هو غاية ما في وسعه للامتثال في الحلق، يعني: باعتبار أنه مأمور بالحلق، أو مأمور بالتقصير، فإذا أتى بهذا الأمر الذي لا يكون من ورائه كبير طائل، فلعل فيه أنه امتثل الأمر وأمر الموسى على رأسه، وهذا مستحب، وليس بواجب.