الحسنات تضاعف في المسجد النبوي الشريف، كما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة، فالبقعة مباركة والحسنات تُضاعف، وكما في الحديث: «فَضْلُ الصَّلاةِ فِي المَسْجِدِ الْحَرَامِ عَلَى غَيْرِهِ مِائَةُ أَلْفِ صَلاةَ، وَفِي مَسْجِد النبي -صلى الله عليه وسلم- أَلْفُ صَلاة، وَفِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ بِخَمْسمائة صلاة».
فالحسنات تُضاعف والأعمال الصالحة تُضاعف بالمدينة، ولا سيما في المسجد كلها تضاعف، فهي بلد مبارك، وهي مهاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي أيضًا مقر أنصار الله، وأنصار رسوله -رضي الله عنهم وأرضاهم- الذين محبتهم علامة الإيمان، وبغضهم علامة النفاق؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ» [رواه البخاري (17) ومسلم (74)].
وقال: «الأَنْصَارُ لا يُحِبُّهُمْ إِلا مُؤْمِنٌ، ولا يُبْغِضُهُمْ إلا مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ الله وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ الله» [رواه البخاري (3738) ومسلم (75])، -رضي الله عنهم وأرضاهم- وورد في فضلهم آيات كثيرة منها قوله : -عز وجل-: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر : 9]، -رضي الله عنهم وأرضاهم-.
ثم أيضًا جاء إليهم إخوانهم المهاجرون ووجدوا خير إخوة لهم، وخير بلاد آووا إليها وكونت الحصن الحصين والقلعة التي لا ترام للنبي وأصحابه وأتباعه من المهاجرين والأنصار، فالمدينة المنورة بلد مبارك، والمسجد النبوي الشريف مسجد مبارك، والصلاة والعبادات فيه تضاعف.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 /358)].
هل انتفعت بهذه الإجابة؟