إذا كان الإنسان عليه دين، فالأولى أن يهتم بقضاء الدين بقدر ما يستطيع؛ لأن حقوق الآدميين هم وراءه يريدونها، وإذا أتيحت له الفرصة بأن جاء إلى المملكة، وأراد أن يحج عن نفسه على اعتبار أن هذا الحج لا يكلف كثيرًا، فهذا طيب، ولا ينبغي أن يتوسع في النفقة مادام وراءه ديون ووراءه غرماء، وربما أن الغرماء لا يأذنون له، فعلى كل حال يحج حجة الإسلام إذا كان الأمر ميسرًا.
فعلى العبد أن يحاول إن أمكن أن يوفق بين الأمرين، ويكون الحج من مكان قريب ولا يكون هناك مصاريف كثيرة، وإن لم يكن فعليه أن يهتم بقضاء دينه، والله -جل وعلا- غفور رحيم قال: و{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}: شاملة لأمورٍ كثيرة، استطاعته ببدنه، واستطاعته بماله، واستطاعته بوقته، واستطاعته بأشياء كثيرة، وإن لم يستطع لأي سبب من الأسباب فقد عذره الله.
أما إذا تحلل من صاحب الدين، فليحج.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (8 /47)]
هل انتفعت بهذه الإجابة؟