الجمعة 17 ربيع الأوّل 1446 هـ

تاريخ النشر : 28-07-2024

هل يجوز للمريض الصلاة بدون وضوء

الجواب

نقول: إنّ المرضى يجب عليهم أن يؤدّوا الصّلاة على قدر استطاعتهم؛ لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لعمران بن حصين: «صلّ قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب».

ويجب عليهم أن يصلّوا بوضوء إن تمكّنوا من ذلك، فإن لم يتمكّنوا صلّوا بالتيمم، فإن لم يتمكّنوا حتّى من التّيمّم فإنهم يصلّون ولو بغير تيمّم؛ لعموم قول الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: ١٦].

ثمّ إنّه يجب عليهم الصّلاة على الترتيب الّذي ذكرناه: قائما، فقاعدا، فعلى جنب، وتكون الصّلاة بالإيماء، فإن لم يستطيعوا أن يومئوا برؤوسهم أومؤوا بأعينهم عند بعض أهل العلم، فإن لم يستطيعوا ذلك أيضا صلّوا بقلوبهم، فيكبرون، ويقرؤون، ويكبّرون للركوع، وينوونه بالقلب، ويرفعون من الرّكوع بالنية، وهكذا بقيّة الأفعال ينوونها بقلوبهم؛ لأن هذه هي قدرتهم، وقد قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:١٦]، وسواء صلّوا بثياب طاهرة أو بثياب نجسة لا يستطيعون غسلها ولا خلعها، فإذا كان على المريض ثياب نجسة، أو كان الفراش الّذي تحته نجسا، وهو لا يستطيع تطهير ذلك، ولا التّخلّي منه، فإنّه يصلّي بحسب حاله.

وقد سمعت أنّ بعض المرضى إذا كانت ثيابه نجسة قال: لا أصلّي حتّى أشفى من المرض، وأطهر ثيابي، وهذا حرام عليه، بل يجب عليه أن يصلّي بهذه الثياب، ولا إعادة عليه بعد ذلك؛ لأن صلاته هذه هي الصّلاة المفروضة عليه بمقتضى قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: ١٦].

وأما من قال من أهل العلم: إنّ من عجز أن يصلّي بثوب طاهر وصلّى بثوب نجس، فإنّه يصلّي ويعيد. فإنّ هذا قول ضعيف بلا ريب؛ لأنّ اللّه لا يوجب على عباده عبادتين، بل العبادة مرّة واحدة إلا إذا تكررت بنذر أو نحوه.

فعلى هذا نقول: من صلّى بثياب نجسة أو على فراش نجس، لا يستطيع التخلّص منه، فإن صلاته صحيحة، ولا إعادة عليه. 


وهذا كان الجواب على هل يجوز للمريض الصلاة بدون وضوء

المصدر:

[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين ( 14 /24)]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟