الخميس 08 شعبان 1446 هـ

تاريخ النشر : 14-11-2024

هل يجب الصوم على الكبير الهرِم؟

الجواب

الإنسان المُسن الذي تقدم به السن ووصل إلى حد الهرم، وأصبح لا يميز ولا يعرف شيئًا، أو لا يستطيع الصيام، فليس عليه شيء ما دام أنه لا يعرف ولا يدرك الأمور كما هي ولا يعرف مثلًا النهار من الليل، ولا يعرف كيف يصلي فإنه -والحال ما ذُكر- لا صيام عليه، وقد لا يستطيع أن يصوم، ولا يستطيع أن يمسك، ومع ذلك لا يقضى عنه شيء، لا يكفر عنه،  ولا يطعم عنه؛ لأنه أصبح غير مكلف. 

أما إذا كان الشيخ الكبير الهرم لا يستطيع الصيام لمرض فيه، أو لضعف بدن، لكن عقله موجود وباقي حواسه موجودة إلَّا أنه عاجز فهذا يُطعم عنه، أو يطعم هو؛ لأنه ما زال مكلفًا، وما زال يتمتع بعقله، إلَّا أنه غـيـر قـادر عـن الصيام فهذا يطعم عنه عن كل يوم مسكين نصف الصاع برًا أو أرزًا، هذا أكمل وأتم بحيث يكون إطعام صحيح، ولو اقتصر على ربع الصاع لكان مجزئًا، لكن مع القدرة يكون نصف الصاع عن كل يوم أفضل وأبرأ للذمة وأنفع للفقير. 

المهم أن هناك فرقًا بين الشيخ الهرم الذي لا يعرف الأمور، ولا يدرك في الوقت الذي هو فيه، كالذي لا يعرف، أو لا يميز بين الليل والنهار، فهذا كما أنه لا صيام عليه، فلا إطعام ولا كفارة عليه.

أما الشيخ الهرم الكبير الذي لا يزال يتمتع بعقله، ويعرف الوقت، ويعرف الأشياء، ويتوضأ ويصلي -ولو سوعد ووجد من يعاونه- لكن الصيام لا يستطيعه، فهذا عليه أن يطعم وليس عليه صيام؛ لأنه عاجز عنه، ولكن عقله معه، وهو ما زال مكلفًا. 

المصدر:

[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /364-365)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟