الإثنين 19 شعبان 1446 هـ

تاريخ النشر : 20-11-2024

هل يبيح العمل المرهق الشديد الفطر في رمضان؟

الجواب

عليه أن يصوم بدل اليوم الذي أفطره، يصوم عنه يوما بدله، وعليه أيضًا أن يصوم رمضان في وقته، وإذا شق عليه الصيام فعليه أن يترك العمل، وأرجو أن لا يتضرروا بذلك؛ لأن المسلم إذا عمل طوال العام أحد عشر شهرًا وهو يكد ويعمل، ثم جاء رمضان فلا أقل من أن يعطي نفسه إجازة، أو يعطي نفسه راحة من العمل؛ لكي يتفرغ لأداء ركن من أركان الإسلام، ولا ينبغي للمسلم أن يستمر ليل نهار في العمل بحيث يخل ذلك بواجباته، وفرائضه الشرعية؛ لذا فأنا أرى أن عليه أن يصوم رمضان في وقته، ويعمل بالليل إن شاء إذا أفطر، أو يعطي نفسه راحة كما تقدم، وسوف يخلف الله عليه، ولربما  ذلك في صحته ورزقه، ولا شك أنه لن يترتب على التفرغ للعبادة وعلى الامتثال لأمر الله -عز وجل- وعلى تقديم العبد لشرع الله ودينه، وتعظيمه لأركان الإسلام لن يترتب على هذا إلا خير وفلاح وسعادة في العاجل والآجل، وليست الدنيا كل شيء، أو أن على العبد أن يسعى ويكـد لـيـل نـهـار من أجل أن يجمع أكثر وأكثر، بل على الإنسان أن يعطي نفسه حقها، ولا يضيع من يعول، ويتمثل بقول سلمان لأبي الدرداء -رضي الله عنهما-: «إن لربك عليك حقًا، ولنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه» [رواه البخاري (١٩٦٨)،  ومسلم (۱۱۰۰) من حديث أبي جحيفة رضي الله عنه].

المصدر:

[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /380)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟