ما دام أنه بدون تعمد لا يبطل، وأخشى أن هذا عنده شيء من الوسواس؛ لهذا عليه أن لا يلتفت إلى شيء من هذه الأمور، ولا يقول دخل في جوفي كذا، أو دخل مع أنفي كذا، وإلَّا فإن على المتوضئ الصائم أن يحاول أن لا يدخل إلى جوفه شيء، ولا يبالغ في الاستنشاق؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «وَبَالِغ في الاسْتِنْشَاق إلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا» [رواه أبو داود (١٤٢)، والترمذي (۷۸۸)، والنسائي (۸۷)، وابن ماجه (٤٠٧)، وابن حبان (۳۳۲/۳)، والبيهقي (٨٤/١) من حديث لقيط بن صبرة -رضي الله عنه-]، أو يغتسل في بركة لا يمكنه التحفظ فيها، لكن الإنسان المصاب بشيء من الوسواس، أو من الخواطر، أو من الهواجس التي من هذا النحو، عليه أن لا يلتفت إليه؛ لأن هذا شيء متعب ومؤذ، وأكثر الأحيان يكون ذلك غير حقيقة وغير واقع، ثم إنه شيء لا ينضبط، وليس له آخر ينتهي إليه بالنسبة للموسوس.
[ثمر الغصون في فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون (7 /315)].
هل انتفعت بهذه الإجابة؟