الأحد 23 رمضان 1446 هـ

تاريخ النشر : 17-12-2024

هل يؤجر من يأمر بالمعروف ولا يأتيه وينهى عن المنكر ويأتيه ؟

الجواب

نعم، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير مرتبط بعمل المعروف أو الانتهاء من المنكر؛ لأن الواجب على العبد واجبان.

الواجب الأول: في أن يأتي المعروف وأن ينتهي عن المنكر هذا واجب.

والواجب الثاني: أن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر. فإذا ترك أحد الواجبين، فإنه لا يسوغ له شرعًا أن يترك الواجب الآخر إذا كان واقعًا في المنكر وتاركًا للمعروف الذي يأمر به، فإنه لا يترك الأمر والنهي ويفرط في هذا الواجب؛ لأجل أنه فرط في الامتثال هذا واجب، وهذا واجب؛ ولهذا ذكرت لك قول الإمام مالك -رحمه الله-: (لو لم يأمر بالمعروف إلا من أتى ولم ينه عن المنكر إلا من انتهى عنه لن تجد آمرًا ناهيًا)؛ لأن الدين عظيم، ومسائل الشرع والواجبات والمستحبات كثيرة، كذلك المحرمات والمكروهات كثيرة، فالعبد يجب عليه أن يأمر وينهى، فإنه إذا كرر فإنه يستغفر الله -عز وجل- ويكون قد فرط في واجب أو مستحب أو ارتكب محرمًا ونحو ذلك، فلهذا لأصله بين هذا وذاك وهذا واجب وهذا واجب، فمن وفقه الله -عز وجل- لامتثال الواجبين، فإنه هو الذي حظي بالفضل، أما من خالف، فهذا فيه تفصيل: إن كانت هذه المخالفة دائمة معه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهو يواقع المنكر ولا يأتي المعروف طول حياته، يعني: ملازم لذلك، فهذا هو الذي جاء في حديث أبي وائل قال: قيل لأسامة -رضي الله عنه-: «لو أتيت فلانًا فكلمته. قال: إنكم لترون أني لا أكلمه، ألا أسمعكم إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابًا لا أكون أول من فتحه، ولا أقول لرجل أن كان علي أميرًا، إنه خير الناس بعد شيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: وما سمعته يقول؟ قال: سمعته يقول: يجاء بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه. فيقولون: أي فلان ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه» [رواه البخاري (3267)] هذا في حال من لازم وغلب عليه؛ أما من أمر ثم استغفر وجاهد نفسه، هذا له حكم أمثاله ممن خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا عسى الله أن يعفو عنه. [شرح العقيدة الواسطية].

المصدر:

[الأجوبة والبحوث والمدارسات للشيخ صالح آل الشيخ (4 /220)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟