ليلة القدر هي في العشر الأواخر من رمضان، ثبت هذا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» [رواه البخاري (2017) واللفظ له، ومسلم (1169) من حديث عائشة رضي الله عنها] وأما أنها في ليلة معينة فلا، لكن أرجى ليالي العشر هي الأوتار كإحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، يعني أكثرها تحريًا، وأما أن هناك نصًا صريحًا صحيحًا أنها ليلة سبع وعشرين، أو غيرها من الليالي، فلا أعرف أنه موجود، ولكنها في العشر الأواخر، وفي أوتار العشر الأواخر، أرجى من غيرها، وفي ليلة سبع وعشرين أرجى من الجميع، والعلم عند الله، والله –جل وعلا- أخفى ليلة القدر من أجل أن يجتهد الناس في هذه العشر المباركة، أن يجتهدوا في جميع لياليها ويكون الاجتهاد غير مقصور على ليلة واحدة، فإن العبد محتاج إلى الله -عز وجل-، وقد تمضي الليالي والأيام الطوال على العبد وهو لا يستفيد كثيرًا من وقته، فإذا كانت العشر الأواخر تسع ليال أو تسعة أيام فإذا كانت هذه أيضًا يشح الإنسان، ولا يقوم بوظيفته أو بواجبه نحوها، ويجتهد ويدعو الله، ويذكر الله ويقرأ القرآن، ويتضرع بين يدي الله –عز وجل- فلا أقل من هذا الشيء.
وأهل العلم يقولون: إنها أخفيت لحكمة وأن على المسلم أن يجتهد في شهر رمضان المبارك وفي العشر الأواخر بالذات، ولو كان هناك دليل واضح وقطعي على أنها في تلك الليلة، ودليل أكد عليها لاقتصر الناس في عملهم على تلك الليلة، وهذه الليالي كلها ليالي مباركة وهي أفضل ليالي الزمن وهي ليالي العشر الأواخر من رمضان.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟